رسائل ديفيد هيل الثلاث!

مشاركة


لبنان اليوم

"إليسار نيوز" Elissar News

خلاف السياسيين يستجلب الأجنبي إلى باحة الدار اللبنانية، وعندما تعجز الطبقة السياسية الحاكمة عن إدارة شؤون البلاد، فلا بد أن يمد الغرب والشرق اليد إلى "خرج الدولة"، تحقيقا لمصالح أقلها توظيف لبنان في صراعات المحاور، إقليميا ودوليا، فإذا كان الإيراني حدد موقفا من مجريات الصراع الداخلي واعتبر لبنان ساحة، وإذا كان الروسي قرر منازلة الأميركي في بيروت، أطل أمس مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل ليقول إن لبنان باق على خارطة الاهتمام الأميركية.

في كل الأحوال، ليس ثمة من يريد مصلحة لبنان، لكن ماذا أراد هيل من زيارته اللبنانية؟

بدايةً، أراد هيل تظهير وجهة النظر الدبلوماسية لبلاده انطلاقا من تأكيده على أن الشراكة بين الولايات المتحدة ولبنان ما تزال قائمة، داعيا في الوقت عينه إلى الالتزام بالاصلاحات الفورية، الأمر الذي من شأنه إعادة إخراج لبنان من النفق، والسير به إلى الاستقرار والأمن وحتى الازدهار.

وبحسب مصادر سياسية، فإن اللقاءات التي أجراها هيل أوصل من خلالها رسالة مفادها أنه من دون تشكيل حكومة جديدة تلبي تطلعات ابناء الشعب اللبناني ولا سيما منهم الذين نزلوا الى الشارع، وتعمل على تنفيذ الاصلاحات المطلوبة وتبدأ تنفيذها سريعا على الأرض، لا يمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي ان يمدا يد المساعدة وتنفيذ ما نص عليه مؤتمر "سيدر".

وقالت مصادر مطلعة لـ "إليسار نيوز" إن "الموفد الأميركي كان على بينة من مختلف التطورات على الساحة اللبنانية، خصوصا على صعيد التظاهرات وعلى مسار الحركة السياسية لجهة تشكيل الحكومة الجديدة"، وأضافت المصادر أن "ذلك بدا واضحا من خلال استفساره عن العديد من  النقاط  والتفاصيل التي كانت وراء تكليف حسان دياب لتشكيل الحكومة"، وأشارت إلى أن "هيل بدا مهتما بكل ما يتعلق بخصوصها، في حين لم يوفر ملاحظات حكومته ورفضها للتعرض غير السلمي للمتظاهرين، ان كان من قبل قوى حزبية معروفة أو من خلال القوات الامنية حول المجلس النيابي، مكررا موقف بلاده الداعي لحماية المتظاهرين وعدم التعرض لهم".

في مجمل الأحوال، حمل هيل إلى الرؤساء الثلاثة ثلاث رسائل، أولها الإسراع في تشكيل تأليف لإجراء إصلاحات هادفة ومستدامة، وثانيها ألا تتمثل فيها القوى الحزبية، وثالثها أن تحظى بأشخاصها وبرامجها بثقة المجتمع الدولي.

 







مقالات ذات صلة