الدولة سائبة والفساد يعربد... بقعة تلوث سوداء في البحر قبالة الجية!
أنور عقل ضو
"الدولة السائبة تعلم الشركات والأفراد والمؤسسات والوزارات الفساد"، هذا باختصار حالنا اليوم وأمس، فقد ظهرت عصر اليوم بقعة سوداء في البحر قبالة بلدة الجية (ساحل قضاء الشوف)، وهي ليست المرة الأولى التي يشاهد فيها المواطنون تلوثا في هذه المنطقة وعلى امتداد الساحل اللبناني، فغالبا ما ينجم مثل هذا التلوث عن بواخر الشركات المتخصصة في تأمين الفيول إلى معملي الجية والزوق الحراريين، وإن كانت ثمة أسباب أخرى هي بالنهاية نتاج غياب السلطة الراعية والحامية للبحر وحرمته.
فقد أشارت "الوكالة الوطنية للاعلام" منذ قليل أن مادة سوداء تطفو على سطح مياه البحر قبالة الجية "أثارت قبل ظهر اليوم، موجة من الخوف والقلق والرعب، وتضاربت التأويلات والتخمينات، فالبعض اعتبرها تسربا لمادة الفيول من البواخر التي كانت تفرغ حمولتها من الفيول في معمل الجية الحراري، والبعض الآخر رجح أن تكون غبارا لحرق الاطارات المطاطية".
وفي كل الأحوال، فإن مثل هذا الأمر عكس حالا من الخوف، لا سيما لدى الصيادين، خشية ان يكون يتعرض الشاطئ في المنطقة لموجة جديدة من التلوث، وهذا ما دفع بالعديد الى الطلب من الجهات المعنية والقوى الامنية ووزارة البيئة التحرك السريع والتحقيق بالأمر لمعرفة الأسباب والنتائج.
الغريب في الأمر أن تلحظ هذا التلوث عيون الناس فيما السلطة غائبة، ولم يتناهَ إليها أي خبر عن تلوث البحر، ولربما يتذرع المعنيون أن بقعة التلوث صغيرة وليست ذات بال، ولا تشكل خطرا على الصحة العامة والبيئة البحرية عموما، وهذا أمر ليس بجديد، فمع سلطة يعشش بين ظهرانيها الفساد كل شيء وارد.
فعسى تتحرك الوزارات المعنية في حكومة تصريف الأعمال وتمارس دورها ولو من قبيل تصريف الأعمال، كي لا نتأكد بالتلوث المشهود أن الدولة سائبة والفساد يعربد!