إسرائيل تتفرج... نقدم لها انقساماتنا على طبق من جهل وتعصب!
"إليسار نيوز" Elissar News
أرادها الثوار سلمية بعد "ليلة الكريستال" البيروتية (لغير اليهود)، وما رافقها ليل أول أمس من تعديات وتكسير زجاج وتعدٍ على الأملاك الخاصة، إلا أن المندسين عادوا مساء أمس وفجر اليوم ورشقوا عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالمفرقعات النارية، من نوع "راجمة صواريخ" (ولادية) تستخدم في الأعياد والمناسبات، لكنها تحرق وتؤذي وتطفىء العين إذا أصابتها، ورشقوا أيضا كل ما هو بالمتناول، عبوات مياه فارفة (مياه معدنية من جبالنا العالية)، أصص شتول زينة، حجارة كتلك التي يطلقها أبناء الضفة وغزة على العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وفي ساحات الوغى بين "النجمة" و"رياض الصلح" و"ساحة الشهداء" كر وفر مثل حصان أغبر "كجلمود صخر حطه السيل من علِ"، الله يا زمن المعلقات، والنتيجة عدد جديد من الإصابات بين الثوار والقوى الأمنية، وحركة نشطة لسيارات الإسعاف والدفاع المدني، أما عناصر مكافحة الشغب، فعملوا على إطفاء النيران في خيمتين، بالتزامن مع إطلاق آخرين قنابل مسيلة للدموع في محيط تمثال الشهداء وجامع محمد الأمين، لتفريق الشبان الذين يحرقون الخيم، وفق ما ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام".
من يتحمل مسؤولية هذا الفتان؟ ومن يجروء على تسمية الفوضويين بالأسماء؟
يتردد أن هذه الخيم المحروقة وما نجا منها من نيران هي سبب البلوى والبلاء والتآمر على لبنان، البوصلة ضاعت، إسرائيل "توغلت"، جميعنا، أي نحن بشحمنا ولحمنا من آمنا بالثورة إيمانا ثابتا لا يحيد مجرد "عملاء"، لا تشفع لنا ندوب الجراح والتعذيب في معتقلاتها، ولا يشفع لنا موتنا وشهداؤنا، من يقنع الجائعين مثلنا أن عدونا واحد، يظل متمثلا في سلطة أفقرتنا ونهبت مالنا وسرقت مقدرات لبنان؟ أما إسرائيل – وللمفارقة – تتفرج، نقدم لها انقساماتنا على طبق من جهل وتعصب!