قنابل الغاز "تسيل" دموع السلطة... وتماسيحها "تبكي"!
"إليسار نيوز" Elissar News
انقشع دخان القنابل المسيلة للدموع قرابة الثانية والنصف فجرا، وبدا المشهد واضحا، ثمة قرار صدر وقضى بوضع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في مواجهة مباشرة مع الثوار، وسط "تنسيق" سياسي على أعلى المستويات، وتتخذ القوى السياسية المتضررة من ثورة 17 تشرين منذ يومها الأول من قطع الطرقات ذريعة للضرب بيد من حديد.
وبدا أمس أن ثمة تنسيقا ميدانيا تجلى بوضوح عندما انهالت القوى الأمنية بضرب المعتصمين السلميين أمام مجلس النواب، وسط مساندة من عناصر مدنية خرجت من ساحة النجمة، لا بل تأكد أن القوى الأمنية تستقوي على فئة من اللبنانيين، ولا سيما من شابات وشباب تجمعوا أمام مدخل مجلس النواب، في حركة احتجاجية سلمية.
أعادت الساعات الأخيرة تذكير اللبنانيين بالحركات المطلبية في سبعينيات القرن الماضي، والتي كانت مقدمة لاندلاع الحرب الأهلية، أي لما استخدمت السلطة الجيش في فض الاعتصامات وقمع التظاهرات بالقوة، وربما الجيل الصاعد الذي يخوض غمار هذه الثورة لم يسمع بهتافات "عسكر على مين"؟ "عالفلاحين"؟ و"أنا شعبي أكبر يا عسكر"، وكأن السلطة لم تتعلم من دروس هذا الماضي غير البعيد، وتريد للجيش والثوار معا أن يكونا ضحية توجهاتها.
مشاهد الضرب والعنف الممارس أمام ساحة النجمة حصراً. قبل ساعة من الاعتصام الذي دعا إليه الثوار من أجل إيصال مطالبهم إلى مسامع المسؤولين، كانت القوى الأمنية عاجزة عن فعل أي شيء مع شباب من منطقة مجاورة اقتحموا ساحة اللعازارية، لكن حساب بيدر السلطة لم يطابق حساب حقل الثوار، وقنابل الغاز تسيل دموع السلطة... وتماسيحها "تبكي"!