"إليسار نيوز" Elissar News

لا نجد توصيفا يليق باقتحام النائب هادي حبيش قصر العدل في بعبدا مع مجموعة من الشباب (القبضايات)، بالدارجة هو "تشبيح" ولكن خمس نجوم، لا يختلف بالمضمون والجوهر عن "تشبيح" أزلام أحزاب السلطة، فالفعل واحد، والفارق ليس بأكثر من حصانة نيابية للنائب حبيش وحضانة حزبية للموتورين من أتباع هذا الزعيم أو ذاك، لكن المسألة ليست هنا، ولا يمكن تصويرها على أنها "نائب وغلط"، فالمطلوب من رئيس الكتلة التي ينتمي إليها نائب عكار، أي رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إيضاحات مقدمة لاتخاذ موقف، كي لا تمر الحادثة مرور الكرام، فمصداقية "تيار المستقبل" على المحك، في موضوع محاربة الفساد.

لا نستبق القضاء في موضوع إحالة القاضية غادة عون قرارا بتوقيف مديرة هيئة السير هدى سلوم (قريبة النائب حبيش)، ولا نتحدث هنا إن كانت سلوم متهمة أم لا، فهذا لا شأن لنا به، وإنما نتحدث عن "تشبيح خمس نجوم"، عن اندفاع حبيش وسوق الاتهامات والصراخ وتحقير موقع يمثل رمزية خاصة، أي قصر العدل، فمثل هذا التطاول لا يمكن إلا وأن نضعه في خانة "تشبيح رسمي"، فأن "يشبِّحَ" فقراء ينتمون لهذا الحزب أو ذاك، فأمر يمكن بلعه على أساس أن هؤلاء ربما لم يتلقوا العلم ويحصلوا شهادات أكاديمية، أو لديهم موارد مالية تبقيهم في منأى عن حاجة زعمائهم، أما "التشبيح الرسمية" فأمر آخر.

وإن كنا لا نستبق أحكام القضاء، لكن هذه المرة نقول إن من هو متورط بالفساد يفقد أعصابه إذ تنتفي لديه الحجة، وهو مدان حتى إشعار آخر!