لجنة كفرحزير البيئية تدعو اللبنانيين إلى اعتصام في شكا بمواجهة الإرهاب البيئي!
سوزان أبو سعيد ضو
لأن ثورة 17 تشرين الأول ليست ثورة على المستوى السياسي فحسب، بل ما نتج عن هذا الفساد من أزمات على المستوى الإقتصادي والبيئي والمجتمعي وعلى مدى ثلاثين سنة، وما استخدمته السلطة من أدوات لتمرير الصفقات عبر أزلامها على حساب النوعية وهو ما ظهر في الأيام السابقة من تداع في البنى التحتية، وتقاذف للمسؤولية، بينما المواطن يدفع ثمن هندساتهم المالية والإقتصادية التي لا تصب إلا في جيوب البعض.
وفي هذا السياق، شارك رئيس لجنة كفرحزير البيئية، والناشط البيئي جورج عيناتي موقعنا "إليسار نيوز" الدعوة لاعتصام يوم السبت في 14 كانون الأول/ديسمبر 2019، أمام معامل الإسمنت في شكا، طالبا من المواطنين المشاركة بهذا الإعتصام، الذي يصب في مصلحة الوطن عموما والكورة خصوصا، ولا سيما وأن احتكار هذه الشركات للإسمنت، جعل سعره في لبنان الأعلى ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل الأعلى في العالم، ما أدى إلى ارتفاع أسعار العقارات، وجعل المواطن وفي كل لبنان يدفع الثمن غاليا، على صورة مسكن بضعفي القيمة على الأقل، وبأن يصبح تحت رحمة المصارف، واستنزف موارده المالية على حساب معيشته.
وقد تابع عيناتي مواجهته لشركات الإسمنت دفاعا عن البيئة الكورانية على الرغم من دعاوى عدة بحقه، فضلا عن محاربته على المستوى المجتمعي والشخصي، ولم يمنعه مؤازرة العديد من المسؤولين لهذه الشركات بمواصلة فضحه لممارساتها، بل كان أول من طالب بإسقاط الحكومة الفاسدة والداعمة لهذا الفساد المستشري والتدميري أثناء اعتصام أمام سرايا أميون، بعد قرار التمديد للكسارات والمرامل، فهذه المعامل وفقا لـ عيناتي لم تكتف بممارسة ضغوطها على السلطة، بل قامت متعمدة بتلويث أجواء المنطقة، وذلك بما تطلقه من غازات سامة، ساهمت بجعل نسبة الأمراض المزمنة كالسرطان وأمراض القلب والأمراض التنفسية الأعلى في منطقة الكورة، بل إنها دمرت الجبال، والوديان، والينابيع بهدف استخراج الصخور الكلسية الضرورية لصناعة الإسمنت، وقد ساهمت نفاياتها السامة من أغبرة وأتربة والتي تحتوي معادن ثقيلة (الكروم والنيكل والكادميوم وغيرها، وتكلف دول العالم مبالغ طائلة للتخلص منها والحد من آثارها السلبية على البيئة والصحة والسلامة العامة) ومواد كيميائية سامة وغيرها بتلويث المياه الجوفية فضلا عن تهديد كبير لسكان المنطقة وبيئتها وازدهارها.
ونرفق بهذا المقال فيديو بصوت جورج عيناتي وفيه دعوة لهذا الإعتصام، ويوضح الفيديو والصور المرفقة وهي غيض من فيض، حجم الدمار الذي تعرضت له منطقة الكورة، وخصوصا بلدة كفرحزير.