ديما صادق تحاصر أهل التقوى والإيمان... في "طوائف الله" الواسعة!
"إليسار نيوز" Elissar News
مستحيل أن نرتقي إلى مصاف الدول المتحضرة ونحن نعيش إرهاصات إرث ديني متجذر في بنية مجتمعاتنا، ولسبب بسيط وهو أن الإجتهاد بين أزمنة سحيقة وبين ما نحن عليه اليوم، في فضاء عولمة صار الدين جزءا منها، ولكنه لما يزل قاصرا عن تجديد خطابه في حدود تؤمن ديمومته، ومن هنا يتناول صغائر الأمور ليبني عليها من أجل أن يستمد مشروعيته كمرجعية للناس، وهذا قصور يخلف ارتدادات تنعكس على البعد الإيماني للدين بما هو علاقة بين الإنسان وخالقه.
لا نتحدث عن دين بعينه، وإنما نحاول أن نتبين الحد الفاصل بين الحرية الشخصية وسلطة رجال الدين، وهنا مكمن الداء، وقد تجاوزته أوروبا والدول المتحضرة، عندما تبنت قيما إنسانية تجمع الناس في فضائها والدين جزء من هذا الفضاء ولكن لا سلطة له إلا في حدود العلاقة مع جمهور المؤمنين.
لقد أثارت خطبة رجل دين موجة استياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تعرضه للزميلة ديما صادق، وكيف طلبت من الذي استولى على هاتفها أن يشعر بالذنب لأنه اخترق خصوصيتها، لا يهم أن نعرف من هو رجل الدين فالمسألة تتعدى الشخص لتطاول فعلا الحرية الشخصية لأي مواطن طالما أنه لم يقم بما يشكل خطرا وتهديدا على مجتمعه، وأي إنسان له الحرية في التعبير عن آرائه في حدود احترام آراء الآخرين.
في الدول الغربية يحق للزوج أو الزوجة أن يتقدم أو تتقدم بشكوى إلى السلطات فيما لو أحد الزوجين دخل على هاتف شريكه، وهذا موضوع آخر، لكن أن تقاد حملة تخوين بحق أي مواطن ويهدر دمه لمجرد أن تعارض رأيه مع توجه سياسي وديني فهذا أمر يؤكد مأزومية الخطاب الديني، وهذا دليل انحدار وسقوط وتراجع، والدليل أن الزميلة ديما صادق هي من يحاصر المؤسسة الدينية بخلاف ما يعتقد به أهل التقوى والإيمان في طوائف الله الواسعة!