الفراغل (صغار الضبع) تفتح عيونها في مركز Animal Encounter بعد قتل أمها!
سوزان أبو سعيد ضو
تستمر التعديات على الحياة البرية، ومنها ما طاول أنثى ضبع مخطط، كانت قد وضعت صغارا، إلا أن صيادا قام بإطلاق النار عليها، ليجد صغارا لم تفتح أعينها بعد، ما يعني إنها لم يتجاوز عمرها أياما معدودة.
Animal Encounter
وقد تمكن الناشطون في مجموعة درب عكار من نقل الصغار إلى مركز التعرف على الحياة البرية بعاليه Animal Encounter.ليتلقوا الرعاية اللازمة، للعناية بها، حتى يتمكنوا من الإعتماد على أنفسها تمهيدا لإطلاق سراحها في البرية اللبنانية، وقد فتحت فراغل (صغار) الضبع عيونها يوم أمس 5/12/2019، بعد 20 يوما من الرعاية
وقد نشرت صفحة "درب عكار" فيلم فيديو يوثق عملية انقاذ الفراغل، مع كتابة توضيح يبين أهمية هذه الحيوانات في الحياة البرية وجاء فيه: "صباح اليوم 18( تشرين الثاني/نوفمبر) أردى صياد أنثى ضبع، ليتفاجا انها أم لأربعة فراغل، لم يمض على ولادتها أكثر من يوم أو يومين، فقام بسحب الفراغل الى منزله ونشر فيديو لها على مواقع التواصل الإجتماعي، وعلى إثر ذلك تدخل الناشط في درب عكار حاتم الفحل، ليتواصل مع الصياد لنقل الفراغل الى مركز حماية الحياة البرية في عاليه Animal Encounter تحت اشراف الدكتور منير أبي سعيد، وبعد الكشف عليها تبين انها بحالة جيدة، وقد ساهمت سرعة نقلها الى المركز بانقاذها، وستمكث الفراغل في المركز فترة من الزمن، وحين تصبح بصحة جيدة، سيعاد اطلاق سراحها مجددا".
وأشارت الصفحة إلى أنه:"وللاسف فإن الجهل بماهية الضبع المخطط هو السبب الاساسي في قتلها بسبب الاقاويل الموروثة عن الأجداد، لذلك يهمنا في درب عكار ان نوضح المعلومات التالية عن هذه الحيوانات".
الضبع المخطط
"الضبع المخطط (Striped Hyaena, Hyene Rayee، أو كما يسمى باللاتيني ( Hyaena hyaena syriaca)، الضباع المخططة حيوانات قمّامة، أي أنها تقتات على الجيفة معظم الوقت، إلا أنها قد تصطاد الثدييات الصغيرة أيضا ،كما وتقتات على الفاكهة والحشرات، ويعرف عن السلالات الأكبر حجما أنها تصطاد طرائد بحجم الخنزير البري، والخنزير البري يعتبر آفة تهدد المحاصيل الزراعية في حال كثرت أعداده، إذا فالضبع هو صديق للإنسان بعكس ما يتم تصويره، وهو ركيزة في دورة الحياة والسلسلة الغذائية، يختلف تأثير الضباع المخططة على المواشي باختلاف المنطقة التي يستوطنها، وفي معظم المناطق اللبنانية تقل نسبة هكذا حوادث بشكل كبير لتوفر الغذاء للضباع معظم الوقت، تظهر الضباع المخططة بشكل متكرر في التراث والفلوكلور اللبناني، وغالبا ما يتم تصويرها على أنها رموز للغدر والغباء، وفي معظم الدول العربية يعتقد الكثيرون بأن الضباع تجسيد حي للجن، أو بحسب التعبير العامي (الجن يتلبسها)، أو أنها قد (تضبع الإنسان) وهو التعبير الاقرب للتنويم المغناطيسي، وكل ذلك بالطبع لا صحة ولا أساس علمي له".
وخلص المنشور إلى أن "الضباع حيوانات مظلومة، فنحن من نتعدى على مواطنها ثم نقتلها أو نتهمها بمهاجمتنا ! رغم أنها لا تهاجم البشر فهي حيوانات خجولة، فضلا عن أنها ترى البشر بنظام الرؤية لديها اكبر حجماً منها، فتسارع في الهرب، فالمطلوب اليوم هو المزيد من الوعي وكف التعديات على الطبيعة وحيواناتها، وتطبيق القوانين ذات الصلة، والاهتمام اكثر بالتوعية حول أهمية عناصر الطبيعة ودور كل منها في المنظومة الايكولوجية، وعند تحقيق ذلك بالامكان القول ان بيئتنا ستكون بخير... ودمتم سالمين. شارك هذا البوست وساهم بنشر الوعي والثقافة البيئية".
وفي هذا المجال، أكد الأستاذ في الجامعة اللبنانية – كلية العلوم، ورئيس مركز الحياة البرية Animal Encounter منير أبي سعيد لـ "إليسار نيوز": "أنه بعد وصول الفراغل الأربعة إلى المركز، كانوا بصحة جيدة، إلا أن إثنين منهما كانا ضعاف للغاية، وقد نفقا بعد وصولهما بثلاثة أيام، وهو أمر طبيعي وحتى في الطبيعة، فعادة ما لا يتبقى إلا صغير أو صغيرين، وقد تابعنا العناية بها، بإطعامها حليبا من نوع خاص"، وأشار أبي سعيد إلى أن "الفراغل أتت وعمرها يومين أو ثلاثة، فلم تتغذى بما فيه الكفاية من حليب والدتها، ولم تكتسب مناعة كافية، ولا يمكن أن نتنبأ إن كانت ستعيش، وإن كان وضعها جيدا حتى الآن".
ولفت أبي سعيد إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يتم التعدي على هذه الحيوانات وغيرها، وعلى صغارها، وقد تمكنا من إنقاذ عدد منها، وقد تابعنا علاجها جميعا، وعلى نفقة المركز، وقمنا بإطلاق من بقي منها على قيد الحياة، ولم يتبق لدينا إلا الحيوانات البرية التي لا يمكنها العيش في الطبيعة، وهي تخدم كسفراء لأنواعها في مجال التوعية"، وعن الضباع قال: "هي لا تؤذي ولا تتعدى على أي شخص، بل تتحاشاه، ومن المفترض التوعية على أهميتها بالمنظومة البيئية، وعدم التعرض لها، وخصوصا وأن أعدادها تنخفض عاما بعد عام".
وختم قائلا: "أفضل خدمة ومساعدة للمركز يمكن أن يساهم فيها الناس، هي بعدم التعرض للحياة البرية، وعدم قتل المزيد من الحيوانات"، ودعا إلى "زيارة المركز ومتابعة نشاطاته المختلفة للتعرف على الحياة البرية وأهميتها للنظام البيئي وديمومته وهو ما يفيد البشر بكل الأحوال".
ويمكن متابعة صفحة "درب عكار" على الفيسبوك وإنستاغرام على الروابط التالية:
فايسبوك درب عكار: https://www.facebook.com/akkartrail/
إنستاغرام درب عكار: www.instagram.com/akkartrail
فايسبوك مركز التعرف على الحياة البرية Animal Encounter: https://www.facebook.com/groups/245792948774755/