عن "بطولات" النائب إبراهيم كنعان... وهمٌ وتوهم!
"إليسار نيوز" Elissar News
من استبدت به عاداته يستحيل عليه تغييرها، مقتنعا بسعادةٍ غائبة أو في أحسن الأحوال متوهَّمة، ومن نشأ مستعليا محكوما بشعارات تورمت بالوهم والإدعاء أنـَّــى له أن يقتنع بمتغير أفضى إلى تعرية كل الطيف السياسي، وهو منتفخ أساسا، وأكثر ما فعلته "ثورة 17 تشرين" أن أحدثت ثقبا في بالون هلامي، فهوى وتلاشى وما عاد قابلا للنفخ، وبين العادة والسعادة ترابط عضوي غير قابل للإنفصال، وهذه فلسفة حياة آلت إلينا توارثا من جدٍّ لجد، خلاصتها أن "من يغير عادتو بتقل سعادتو"، وفي مطلق الأحوال الطبع غلب التطبع.
في مَا قاله أمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب إبراهيم كنعان لم يكن بأكثر من كفر بعد صمتِ دهر، فانضم إلى "أوركسترا برتقالية" والمايسترو معروف، في وقت كان ثمة من يراهن على صحوة، وكان كنعان من الأسماء المرشحة ليكون في رحابها، خصوصا أنه كان قد نام على وعد وزارة العدل فصحا على تعديل أقصاه عن حكومة العهد الأولى لصالح من هم طيِّعون أكثر ورهن البنان، فخضعوا لـ "حفلة تأديبية" قبيل تسلم مهامهم كي يدينوا بالولاء والطاعة للآمر الناهي.
في سياق ما شهدنا في السنوات الثلاث الأخيرة، وما نشهده اليوم أيضا ثمة غربة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والشارع فرضها أقرب المقربين، فمكافحة الفساد لم تتخطَّ الإستعراض، تبنيا لمقولة أن "التيار الوطني الحر" ورث تركة الفساد على مدى ثلاثين سنة، متناسيا أنه شريك في السلطة منذ أحد عشر عاما، ولم يرتق خطابه السياسي لمستوى استعادة ثقة الناس، وبدلا من ذلك تبنى "نظرية المؤامرة" و"تمويل السفارات" لطلاب الجامعات والمواطنين.
حيال كل ذلك، جاءت تغريدة النائب كنعان قبل أيام عبر حسابه على "تويتر" لتضفي التباسا يقود إلى ألا شيء تغير أو سيتغير، وقال فيها: "بتأسف انو صرنا بزمن ضاعت فيه الحقيقة وصارت فوضى شعارات وفبركات، والأصول واحترامها استثناء وسياسة، والبحث عن حلول إنقاذية لمعاناة وأخطار مالية وإجتماعية مدمرة بموازنة بلا عجز وضرايب، وقوانين ضمان شيخوخة ومكافحة فساد، تهمة مربوطة بعفو نحنا دفناه قبل ما يخلق بلا بطولات وهمية".
دائما ثمة "بطولات" ووهم وتوهم، حتى بدت مواقف كنعان مرتجفة بعيدة من الواقع، وما كان حتى المقربون منه يتمنون له إطلاقها، لا سيما وأنه ظل في منأى عن تصريحات شعبوية أبقته في حدود معينة "محايدا"، وفي ذلك إشارة إلى أن التيار السياسي الذي ينتمي إليه لن يكون قادرا في مرحلة لاحقة على تطوير خطابه.