"إليسار نيوز" Elissar News

إذا كان رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل قد لقن منذ نحو شهرين الولايات المتحدة الأميركية درسا في إدارة البلاد من دون موازنة، فما يحصل الآن يمكن إضافته إلى قائمة "إنجازات" السلطة لجهة أن البلد يمكن أن يصمد في وجه الأنواء دون حكومة، وهذا "الإنجاز" يتسم بـ "روح باسيلية" وهو القائل منذ يومين في بودابست أنه مضطر للعودة إلى لبنان لمتابعة "كفاحه"!

إذا كانت السياسة مصالح وهذه مسلمة واضحة لا يمكن أن تكون موضع نقاش، وتاليا ليس ثمة سياسة بعيدة من براغماتية ما وإن تفاوتت بين براغماتية مريضة عنصرية وبراغماتية بحدود لا تتخطى سقف اللامعقول، فإن الأمور تظل نسبية في السياسية كما في العلاقات الاجتماعية، وكما في كل نواحي الحياة، ومن هنا، فإن مشكلة لبنان اليوم تظل متمثلة بأمر واحد يؤكد أن تحالف قوى السلطة فقد مجموع القيم الأخلاقية على مستوى العمل السياسي العام، وصولا إلى تبني أحزاب الطوائف براغماتية متهورة، قد تفضي إلى حروب داخلية، وليس ثمة مبالغة، فما شهدناه في الأيام الماضية في عين الرمانة – الشياح وفي بكفيا (المتن) هو "ميني حرب" أهلية.

الخوف اليوم، ألا تكون مثل هذه الأحداث الأمنية "بروفة" لما ينتظرنا في قادم الأيام، وسط اندفاع الجميع نحو تبني مقولة أنا أو فليخرب البلد، كما أن "الْـــــعَـــــلْـك" القائم اليوم في موضوع الحكومة والإستشارات ينم عن استهتار وانعدام مسؤولية و"فبركة" مؤامرات لشيطنة ثورة الشابات والشباب، ويمكن اختصار واقعنا كلبنانيين اليوم بمقولة "تحالف قوى السلطة والقيم الأخلاقية الغائبة"!