عدد الدرجات الهوائية في هولندا...يفوق عدد سكانها!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
مع إطلالات على بركة Hofvijver البراقة ، و Binnenhof القلعة القوطية في قلب لاهاي التي تضم مكتب رئيس وزراء هولندا مارك روتي Mark Rutte، فلا عجب أن يستمتع روتي بالتنقل مستخدما دراجة هوائية إلى مكتبه هناك، ومؤخراً قام بالرحلة بالدراجة الهوائية كلما كان ذلك ممكنًا.
عدد الدراجات أكثر من 26 بالمئة من عدد السكان
وقال خلال المنتدى الاقتصادي العالمي:لم أقد دراجة هوائية لمدة 10 سنوات، لكن على مدى العامين الماضيين، حصلت على دراجتي الخاصة مرة أخرى، وعندما يسمح الطقس ، اقود إلى المكتب".
والهولنديون مشهورون بحبهم لركوب الدراجات، وفي عام 2018، كان عدد الدراجات في البلاد أكثر من المواطنين: 23 مليون دراجة لـ 17 مليون نسمة، وتستخدم الدراجة في أكثر من ربع كافة الرحلات في البلاد بالدراجة، وربع هذه الرحلات إلى العمل كما يحصل مع روتي.
يوضح روتي سبب هذه الظاهرة: "إن الهولنديين يحبون ركوب الدراجات لأننا بلد صغير. يجب أن ننتقل من النقطة ألف إلى باء، وبالطبع فإن أخذ سيارة، هو خيار، لكن لديك ازدحام مروري بالإضافة إلى التأثير البيئي. منذ قديم الأزمان، تقريبًا منذ أواخر القرن التاسع عشر، اعتدنا على ركوب الدراجة".
البنية التحتية
والطبيعة المسطحة للدولة مثالية لاقتناء الدراجات، لكن البنية التحتية للنقل صممت بعناية لتشجيع ركوب الدراجات.
ويوجد في هولندا أكثر من 35 ألف كم من ممرات الدراجات الهوائية، ومدينة أوتريخت هي موطن لأكبر حديقة للدراجات تحت الأرض في العالم.
يعترف روتي بأنه كان معجباً بمدى جودة النظام: "لقد اندهشت من عدد إشارات المرور الخاصة بالدراجات الهوائية، والكثير منها وأكثر مما كانت منذ 10 سنوات، وهي ليست في المدينة فحسب، بل ولكن في المجتمعات المحلية بين المدن أيضًا، ما يجعلها آمنة وسهلة للغاية، خصوصا للأطفال الصغار عندما يذهبون إلى المدرسة".
بديل صحي للبشر والكوكب
الفوائد الصحية لركوب الدراجات معروفة: فهي تقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن تساعد في تعزيز الرفاهية العقلية.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن أكثر من 6000 حالة وفاة في هولندا يتم تحاشيها كل عام بسبب ركوب الدراجات، كما وتضيف هذه الرياضة ستة أشهر إلى متوسط العمر المتوقع، كما أنه يوفر على اقتصاد البلد أكثر من 20 مليون دولار في السنة.
أما الفوائد التي تعود على البيئة فهائلة: فالتحول من سيارة إلى دراجة يوفر 150 غرامًا في المتوسط من ثاني أوكسيد الكربون لكل كيلومتر، وفقًا للمعهد الهولندي لتحليل سياسات النقل Netherlands Institute for Transport Policy Analysis.
وكما يقول روتي: "إن النظام برمته يدفع الناس إلى الاستفادة من هذا البديل الصحي".
بتصرف عن مقال لـ Kate Whiting في موقع the World Economic Forum