ممنوع انتقاد "الذات الرئاسية"... مسموح استباحة "الذات الإنسانية"!
"إليسار نيوز" Elissar News
هل ممنوع على اللبنانيين التعبير عن غضبهم ولو من قبيل السخرية؟ وهل أهل السلطة "مقدسون"؟ وهل ثمة توجه للتشبه ببعض الدول التوتاليتارية حيث يُرفع الملك والأمير والرئيس إلى مستوى "الذات الإلهية"؟ وهل سنتبنى أفكارا متخلفة من قبيل تقديس "الذات الرئاسية" كأن يمنع عن الناس انتقاد أي من الرؤساء الثلاثة؟
ما استوقفنا بالأمس خبر أشار إلى أن الجيش اللبناني أطلق أمس الشاب (محمد ب) بعد اعتقاله في ساحة إيليا في مدينة صيدا، على خلفية تمويهه لوجهه ورفع لافتة مسيئة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، لكن ماذا عن إساءة هؤلاء للشعب اللبناني؟ ألا يتحملون مسؤولية ولو معنوية عما وصل إليه حال اللبنانيين وهم يتعرضون كل يوم لإساءة؟
نتفهم أن ثمة خطوطا حمراء تفرضها قيم اللبنانيين لجهة عم الإساءة لرموز دينية، وهذا أمر مرفوض بالرغم من أن رجال الدين يتعاطون الشأن السياسي، وانتقادهم واجب أيضا، لكن اللبنانيين لا يقدمون على الانتقاد والسخرية ليس لأن هؤلاء معصومون وإنما مراعاة لحساسيات معينة، لكن أن يحتجز إنسان لأنه مس "الذات الرئاسية" فهذه مسألة فيها نظر، خصوصا وأن السلطة بسائر مكوناتها مست "الذات الإنسانية" لكل لبناني أهين أمام مصرف وفي الشارع وأمام مستشفى ومدرسة ويواجه الإذلال في مختلف مرافق ومؤسسات الدولة... الخ.
لا مقدس في لبنان إلا الإنسان، ولا يمكن للمواقع أن تكون حامية لمرتكبي الفساد ولا لمن يمثلون سلطة انتهكت حقوق الناس وكراماتهم!