العالم يحتفل بـ "اليوم العالمي للمرحاض"... أكثر من ملياري نسمة يقضون حاجتهم في العراء!

مشاركة


صحة وجمال

"إليسار نيوز" Elissar News

ربما يعجب البعض من أن للمرحاض يوما عالميا، لكن يبطل العجب إذا عرف السبب، فثمة أكثر من مليارين ونصف مليار نسمة يقضون حاجتهم في العراء من أصل 7 مليار شخص عدد سكان العالم، ويعانون أيضا من عدم وجود خصوصية، فضلا عما يترتب عن المشكلة من نتائج كارثية على الصحة العامة والبيئة، فضلا عن مشكلات تواجه نساء يتعرضن لخطر الإغتصاب نتيجة عدم وجود خصوصية أثناء قضاء حاجتهم، وفق ما أشارت الأمم المتحدة.

ويحيي العالم "اليوم العالمي للمرحاض" World Toilet Day في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، هو يوم يشهد العديد من الفعاليات والنشاطات لحث الملايين من الناس في كافة أنحاء العالم على العناية بالصحة، وقد أطلقت هذه الاحتفالية المنظمة العالمية للمراحيض سنة 2001، للفت الانتباه إلى قضايا الصحة العامة، وأصدرت الأمم المتحدة قرارا أقرت فيه "اليوم العالمي للمرحاض" واعتبرته يوما عالميا رسميا.

لا تدع أحدا يتخلف عن الركب

وتحتفل الأمم المتحدة هذه السنة بالنسخة السادسة من "اليوم العالمي للمراحيض"، تحت شعار "لا تدع أحدا يتخلف عن الركب"، أما في لبنان فثمة قلة تعلم أن للمرحاض احتفالية عالمية، علما أن اللبنانيين لا يواجهون مشكلة مراحيض، وإنما يواجهون كارثة متصلة بعدم وجود البنى التحتية من شبكات صرف صحي منجزة بمواصفات عالمية ومتصلة بمعامل معالجة عصرية، ما يتسسبب بتلويث البحر والأنهر.

ولا يقتصر الأمر على ما يواجه لبنان فيما يواجه من مشكلات ناجمة عن المياه العادمة غير المعالجة، وإنما يطاول دولا ومناطق واسعة من العالم، لكن ما يثير الاهتمام أن هناك من يعتبر الحديث عن المرحاض نوعا من "العيب"، بالرغم من أن مثل هذا الأمر على صلة بصحة الإنسان، حتى أن ثمة من يعتبر "المرحاض أفضل اختراع في العصر الحديث".

منظمة المرحاض العالمية

والطريف في الأمر أن ثمة "منظمة المرحاض العالمية" World Toilet Organization، ويقول مؤسسها: "عندما كنا أطفالا، كان كبارنا يقولون لنا: (لا تتحدث عن التغوط)، لكن هذه مشكلة خطيرة حقا، ولا يمكن حل مشكلة إذا لم تتحدث عنها".

وفي إحصاءات صدرت مؤخرا، تبين أن هناك مشكلة خطيرة يعاني منها 2.5 مليار شخص يفتقرون إلى مرافق صحية ملائمة، ولذلك اعتمدت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة) في تموز/يوليو 2013، قرارا بمبادرة من سنغافورة يقضي بإعلان يوم 19 تشرين الاول (أكتوبر) من كل سنة "اليوم العالمي للمراحيض"، وذلك لأول مرة في تاريخ هذه المنظمة التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.

ويدعو هذا القرار الذي شاركت في رعايته 121 دولة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لأزمة الصرف الصحي العالمية.

أزمة الصرف الصحي في العالم

لا يزال هناك 2.5 مليار شخص محروم من مرافق الصرف الصحي الملائمة"، وأوضح أن "تكاليف الصرف الصحي تعني بالنسبة للبلدان الفقيرة إنفاق ما بين 0،5 و 7،0 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، في حين تبلغ المكاسب على مستوى العالم من الاستثمار في الصرف الصحي نحو 260 مليار دولار سنويا.

وتعمل حكومة سنغافورة - صاحبة مبادرة إعلان اليوم العالمي للمراحيض - في حملتها للمساعدة في حل أزمة الصرف الصحي في العالم، في إطار شراكة مع "منظمة المرحاض العالمية" World Toilet Organization غير الحكومية ومقرها سنغافورة، والتي تأسست في عام 2001، وتضم 534 عضوا هم في الغالب من الجمعيات المحلية المروجة لإنتشار مرافق الصرف الصحي.

لمحة تاريخية

يُرجح أن يكون قدماء المصريين، هم أول من استخدموا المراحيض، وكانت حجرية، واستخدموها بشكل واسع، حتى أنها كانت في بيوت العامة، وكانوا يحفرون أسفلها خزانات لتجميع الفضلات، ويتم التخلص منها لاحقاً، بحسب ما نقلت صحيفة "هافنغتون بوست".

وعرفت روما القديمة أيضاً المراحيض، وقد أُنشئت مراحيض عامة في الشوارع، ساعدت كثيراً في التخلص من الفضلات البشرية. ورغم أنه يُنسب لروما القديمة، اختراع أول أنظمة مجاري في التاريخ، إلا أنها لم تُحسّن الصحة العامة، إذ إن الفضلات كانت تُصرف في مجاري الأنهار في النهاية، على العكس من قدماء المصريين، الذين منعهم تقديسهم للنيل من فعل ذلك.

في عام 1596 اخترع السير هارنغتون (شاعر بلاط الملكة إليزابيث)، ما يعرف حالياً بـ "المرحاض الطارد"، بعد ذلك أُضيفت إلى المرحاض آلية لمنع الجرذان والحشرات من الدخول عبر فتحة الطرد، في النهاية، طُبقت نظرية "السيفون" للفيزيائي الشهير "برنولي"، بتركيب صندوق مياه على مستوى أعلى من مستوى الصرف، للحصول على طاقة كامنة، ما يسمح بالحفاظ على مستوى معين للماء بشكلٍ دائم للحماية من تصاعد الروائح الكريهة.







مقالات ذات صلة