سلطة تعاند وتكابر... الناس بالمرصاد والثورة مستمرة!

مشاركة


لبنان اليوم

"لبناني عنيد"

لا تزال السلطة تكابر وتماطل، تراهن على تعب الناس، غير أن من اتحدوا في مواجهة أخطبوط الفساد ما دنا منهم التعب ولا نال من عزائمهم، وذلك يعني أن الجمود السياسي سيكون مقدمة لضغوط تهدد الاستقرار النقدي وتبقي البلاد في دائرة الفوضى، خصوصا وأن تعثر السياسة يبقى كسيف مسلط على اللبنانيين، وقد اتخذوا قرارا لا عودة عنه، إسقاط منظومة الفساد، انطلاقا من تبني خيار حكومة تكنوقراط حيادية لا تضم أيا من أقطاب السلطة وأتباعهم.

وما يشي بعمق الأزمة يطل من إرباك المصارف و"حيادية" مصرف لبنان غير المفهومة ولا المبررة، وسط محاولات من قبل المصارف التجارية لمنع هروب الرساميل والإيداعات إلى الخارج، فضلا عن فرض الكثير من القيود على سحب العملات الصعبة، وما يثير الهواجس والتساؤلات وسط ما شهدته الأوضاع المالية ما أعلن عنه المصرف المركزي رسميا مؤكدا عدم فرض قيود وعراقيل على رؤوس الأموال.

وتتخوف مصادر مطلعة من أن تتعمق الأزمة المالية أكثر وتصل إلى نقطة اللاعودة في مشهد ما زال حاضرا في أذهان اللبنانيين يوم تخطى سعر الدولار الأميركي سقف الثلاثة آلاف ليرة، وما يفاقم الأوضاع عدم توصل القوى السياسية لأي اتفاق أو تصور يفضي إلى إيجاد حل لمشكلة تشكيل الحكومة، خصوصا وأنه مضى على استقالة الرئيس الحريري في 29 تشرين الأول/أكتوبر أكثر من عشرة أيام، عقب الإحتجاجات التي اندلعت بعد محاولة تمرير ضرائب جديدة، في وقت يعاني اللبنانيون ظروفا مأساوية، وبدا ذلك واضحا في أن الطبقة الوسطى تصدرت الحراك في بيروت وطرابلس ومعظم المناطق اللبنانية، وبالتأكيد إلى جانب الطبقات الفقيرة والمعدمة وذوي الدخل المحدود.

ما تزال السلطة تعاند وتكابر، الناس بالمرصاد والثورة مستمرة، وهم لن يقبلوا إلا بحكومة لحكومة تكنوقراط، فيما لا يزال بعض المسؤولين من تيارات سياسية معارضة للرئيس الحريري يصرون على حكومة تكنوسياسية، وهذا ما لن يقبل به المعتصمون.

الناس بالمرصاد، يترقبون ويتابعون، والثورة مستمرة وما تزال الكرة في ملعب السلطة!

 







مقالات ذات صلة