الصحافة العالمية تشيد بطلاب لبنان... "عصب الثورة" في مواجهة سطوة الأحزاب وطوائفها!

مشاركة


لبنان اليوم

"إليسار نيوز" Elissar News

لأنهم لم يتلوثوا بالسياسة ومنعرجاتها، ولم يعايشوا موبقاتها ولا تعرفوا إلى رموزها في زمن الحرب، كانوا الصورة الأجمل للثورة، رفعوا قبضاتهم وأحلامهم في وجه الظلم والفساد، ليؤسسوا لمستقبل بعيدا من رموز الطوائف، ولم يكن من قبيل الصدفة أن يستأثروا اليوم بالصورة، فكانوا الحدث أبعد من لبنان، فالصحافة العالمية نظرت بعين التقدير لشابات وشباب قرروا الثورة والانتفاض على الموروث السياسي بكل تراكماته التي أوصلت لبنان إلى شفير الإفلاس.

عصب الثورة

فقد كتبت "سكاي نيوز" البريطانية "لم يكن، الأربعاء، يوم تدريس عادي في لبنان، فآلاف الطلاب حملوا حقائبهم وخرجوا في تظاهرات عمت مدنا لبنانية عدة، فالشباب المنتشرون في طرق لبنان والذين يشكلون عصب الثورة، طوقوا قصور العدل ومقرات رسمية في مناطقهم، واحتشدوا في بيروت أمام مقر وزارة التربية".

وذكرت أن "الطلاب عمد إلى تعطيل الدروس في مدارسهم وجامعاتهم وخرجوا في تظاهرات عفوية، يرددون شعارات تندد بقصور الدولة عن حماية مستقبلهم وضمانه في ظل سوق عمل مغلق، مما أدى إلى ارتفاع في نسبة البطالة في صفوف الشباب".

وأضافت: "بدوا متحررين من التقاليد والموروثات، ومتفلتين من سطوة الأحزاب وطوائفها. طغت صورتهم على المشهد، وصدحت أصوات حناجرهم الطرية في الميادين، فأعطوا الاحتجاجات عنصرا حيويا جديدا.

البنك الدولي

تجدر الإشارة إلى أن البنك الدولي كان قد حذر من ارتفاع معدلات البطالة في لبنان، والتي وصلت وفق بعض الدراسات إلى نحو 40 بالمئة لا سيما في صفوف الشباب، الأمر الذي ينذر بأزمة اجتماعية في البلاد".

وفاجأت الحركة الطلابية المجتمع اللبناني بعد انكفائها في السنوات الماضية عن الساحات العامة وغرقها في حياة تطغى عليها أساليب الترفيه والتسلية التي فرضتها التطورات التكنولوجية والرقمية.

ووصف ناشطون المشهد في بيروت وكأنه صحوة شبابية لحقوق فئة كبيرة من المجتمع باتت تدرك حجم المخاطر التي تتهدد مستقبلها في بلد يدور حول حافة الانهيار المالي والاقتصادي منذ سنوات.

افترشوا بأجسادهم الطرق في تعبير احتجاجي سلمي يحول دون حصول صدامات مع القوى الأمنية التي حاولت فتح الطريق أمام وزارة التربية، فوقع تدافع أعقبه توقيف عدد من الطلاب قبل الإفراج عنهم، ويظهر الشباب اللبناني وعيا فاجأ القوى السياسية التي تنكب اليوم على دراسة هذا الظاهرة واستكشافها.

اعتصام طلابي لإسقاط النظام

وعنونت شبكة الـ "بي بي سي" البريطانية تقريرا مصورا: "اعتصام طلابي لإسقاط النظام"، وقال الدكتور في كلية الإعلام عارف العبد لـ "سكاي نيوز" إن "الجيل الذي يشكل نبض الانتفاضة اليوم يتحرك خارج أي توقعات، لافتا إلى أن أعمار المحتجين تتراوح بين 15 و30 عاما، موضحا أن هذه الفئة العمرية تمتلك حرية تعبير وتفكير وتصرف".

وأعرب العبد عن أسفه "لتجاهل القوى السياسية لهذا المشهد"، لافتا إلى أنها "تقفل آذانها ولا تريد استيعاب ما حصل وما يمكن أن يحصل"، محذرا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى عصيان مدني.

 







مقالات ذات صلة