جمهور أحزاب الطوائف... كل واحد "زعيمو عا قدو"!
"إليسار نيوز" Elissar News
بعض اللبنانيين يحبون مسؤوليهم وزعماءهم بـ "فجع"، كأنهم لم يروا زعيما ومسؤولا من قبل، وهذه ظاهرة لا تعكس صدق الولاء والانتماء، أبدا، وإنما تدل على بلادة فكر وتفكير، ولا نتهجم على أحد، كل مواطن "زعيمو عا قدو" وأيضا "مش ناقصو"، لكن في السياسة كما في العشق والعلاقات الغرامية أيضا، فالحب أعمى، وحب الزعيم به حَوَلٌ مع بعض العمى من آن لآخر، وثمة كثيرون حبهم لزعيمهم يذكرنا بالشاعر بشار بن برد (كان ضريرا)، فهم لم يروا من يفدونه "بالروح بالدم" بالعين المجردة ولكن بلغ بهم العشق حدا تخطى لواعج "الشاعر المتمرد" بن برد حين سمع إحدى الجواري تغني فأنشدها شعر "الأذن تعشق قبل العين أحيانا"، وهذا يؤكد أن الحب وتأثيراته ومفاعيله لا تختلف بين جارية ومسؤول.
انطلاقا من هذه الرؤية، يمكن أن نستوعب ما رصدناه منذ انطلاقة الثورة إلى الآن، لجهة العشق المقيم بين جمهور أحزاب الطوائف، ولا ننتقص من أي زعامة، وإنما نحاول أن نفسر هوس الحب للزعيم على الطريقة اللبنانية، خصوصا وأن التغيير المطلوب يتطلب "التقنين" في حب الزعماء على غرار ما نشهد من تقنين في التيار الكهربائي، وإلا سيضطر محبو الزعماء للتزود بالحب من باخرة مثل "فاطمة غل"، ولكن مزودة بشحنات حب جاهز وغب الطلب!
لبناني متمرد