مساحة الغابات في فرنسا والإتحاد الأوروبي إلى ازدياد... لماذا؟

مشاركة


البيئة تنوّع بيولوجي

 

 

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

في الحافة الشمالية من مقاطعة بروفانس في فرنسا، وعبر ممر جبلي من وادي من بساتين المشمش  والزيتون تصل إلى منظر طبيعي مذهل من غابات بلون الزمرد والتلال الجيرية، هو جزء من واحدة من الحدائق الطبيعية الإقليمية الأحدث في فرنسا ، وهي Baronnies Provençales ، التي تم إنشاؤها قبل أربع سنوات، وتنتشر على مساحة 1800 كيلومتر مربع (700 ميل مربع) في Drôme و Hautes-Alpes مع أنواع معينة من الأشجار منها الصنوبر والبلوط والزان، وتغطي مساحة بنسبة تقدر 79 بالمئة بالكامل، وتتزايد هذه النسبة بالتدريج، في الواقع، وبينما يقلق العالم بشأن إزالة الغابات، فإن المساحة الكلية للغابات في فرنسا آخذة بالفعل في الإزدياد.

ازدياد مساحة الغابات

تغطي الغابات الآن 31 بالمئة من فرنسا، ومن حيث المساحة، فهي رابع أكبر دولة تحتوي على غابات في الاتحاد الأوروبي، بعد السويد وفنلندا وإسبانيا، ومنذ عام 1990، وبفضل حماية أفضل وتراجع في الزراعة، زادت مناطق الغابات أو الغابات في فرنسا بنسبة 7 بالمئة تقريبًا. وفرنسا بعيدة عن كونها وحدها في هذا الأمر، فإنه في كافة أنحاء الاتحاد الأوروبي، وبين عامي 1990 و2015، زاد إجمالي مساحة الغابات والأشجار بمقدار 90 ألف كيلومتر مربع، وهي مساحة تقارب مساحة البرتغال. وشهدت كل دولة تقريبا في الإتحاد الأوروبي نموا في مساحة غاباتها خلال هذه الفترة.

وفي عقول سكان المدينة والناخبين "الخضر"، هذا أمر بديهي، بالتأكيد، فإن الغرس الجماعي للأشجار على نطاق عالمي لديه القدرة على المساعدة في امتصاص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التي تتسبب بالاحتباس الحراري، وفي أعماق متنزه Baronnies Provençales الطبيعي، يمكن الآن رصد بعض الأنواع النادرة مثل النسر الأسود أحيانًا أعلى قمم الأشجار، إلا أن الأمور ليست بهذه البساطة.

معوقات... الأشجار الغازية والصيادين

ويعيش حوالي 34 ألف شخص داخل الحديقة، ويلحظون أنواعًا مثل الصنوبر الأسود، وهي نوع من أشجار الصنوبر المقاومة للجفاف تغزو المراعي، كآفة، وخلال أشهر الصيف الجافة، هناك مخاوف من أن نمو الغابات غير المنظم يزيد من خطر نشوب حريق، يقول أودري مات، المسؤول عن الغابات في الحديقة: "حقيقة أن الغابات تنمو هنا يمكن أن تكون مشكلة، وهذا يتوقف على الطريقة التي تنظر فيها إلى هذا الأمر".

وفي الواقع، عندما بدأ العمل بإنشاء هذه الحديقة لأول مرة، ارتفعت أصوات جماعات معارضة محلية، كانت هناك مخاوف (لا أساس لها)، يتذكر أحد السكان المحليين، بأن هذا الأمر يعني نهاية لرياضة الصيد وسيجلب قواعد بيئية أكثر صرامة، كما نددت جمعية تطلق على نفسها اسم "البارونات الحرة ، لا للبارك" Free Baronnies, No Park، رافضة قرار إنشائها. وقد استغرق الأمر ما يقرب من عقدين من الزمن من التخطيط لإقامة الحديقة، وحتى ذلك الحين، فإن 44 من أصل 130 بلدية تقع داخل حدودها رفضت في البداية هذه الحديقة، ليتراجع حوالي 12 منها فيما بعد.

وتعتبر إدارة الغابة معقدة، إذ تغطي الحديقة شبكة من الحكومات المحلية، ومعظم الأشجار تنمو على أراض خاصة، خارج متناول حراس الغابات، وبالتالي فهي تترك عادة دون عناية، وليس من السهل التوفيق بين المطالب المتنافسة، بين أولئك الذين يسعون لحماية الطبيعة بأي ثمن وغيرهم ممن لديهم وظائف في قطع الأشجار أو الصناعات ذات الصلة، ومن المفارقات أن فرنسا مستورد صافٍ للخشب، وهو شيء تريد الحكومة الفرنسية تغييره، ومع ذلك، قام موظفو المكتب الوطني للغابات في فرنسا في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بمسيرة في مدينة فالينس المجاورة للاحتجاج على الاستغلال التجاري المتزايد للغابات، فضلاً عن تخفيض الوظائف والميزانية.

وللفرنسيين صلة طويلة وغامضة بغاباتهم، وهي مصدر صراع خلال الثورة في القرن الثامن عشر بين النبلاء والفلاحين الذين يبحثون عن الحطب والأرض للرعي، كانت أول محاولة جادة لحمايتها، وذلك بمرسوم صدر في عام 1669 في ظل النظام القديم، تم تصميمه في الواقع لتأمين الأخشاب للسفن البحرية في عهد لويس الرابع عشر. لذا، وكما هو الحال الآن، فإن أولئك الذين لديهم مصلحة طويلة الأجل في استغلال الغابات، لديهم حافز قوي لحفظها وتجديدها.

 

المصدر: The Economist

Photo: The Economist







مقالات ذات صلة