الحسن لـ "سي إن إن": التظاهرات جرس إنذار للجميع... ولتغيير في ذهنية السياسيين!
"إليسار نيوز" Elissar News
دانت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال ريا الحسن "كافة أنواع استخدام العنف والقوة ضد المتظاهرين"، لافتة إلى أنه "لا توجد معلومات تؤكد حصول تدخل أجنبي في الحراك، سيما وأن من نزل الى الشارع هم طلاب وشباب من الطبقة الوسطى وربات البيوت وهم أشخاص شرعيون يطالبون بالتغيير".
حديث لـ "سي إن إن"
جاء ذلك في حديث لـ "سي ان ان" الاميركية، أشارت خلاله الحسن إلى ضرورة "التغيير في ذهنية السياسيين"، لافتة إلى أن "نقطة الانطلاق في ذلك تكون من خلال تشكيل حكومة تكنوقراط، محبذة ان يكون الرئيس سعد الحريري هو رئيس الحكومة المقبل"، ورأت ان "التظاهرات في الشوارع كانت بمثابة جرس انذار لجميع القوى السياسية بما فيها "حزب الله" الذي تأثرت قاعدته كما القواعد الاخرى بفعل الانكماش الاقتصادي".
وحول ما إذا كان المتظاهرون حققوا انتصارا في الشارع بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، قالت الحسن: "هذا انتصار جزئي، فاستقالة الرئيس الحريري جزء مما طالب به المتظاهرون".
أمر خطير
وردا على سؤال عن اعمال الشغب بعد الاستقالة لا سيما في منطقة جسر الرينغ وساحة الشهداء، قالت الحسن: "كان هناك جانبان يحتجان.. متظاهرون مسالمون يغلقون الطرق، وآخرون مشاغبون كانوا يقولون ان رزقهم قد تأثر بسبب اقفال الطرق. أنا هنا لا أنحاز إلى اي جهة من الطرفين لكني مثلك شاهدت صورا لأشخاص يحملون العصي ويحاولون ضرب أمرأة. هذا أمر فظيع ومدان. فأنا أدين أي نوع من استخدام القوة ضد أي متظاهر سلمي. ولكن في بعض الأحيان تحصل أشياء سيئة، وكنت أتمنى ألا يكون قد حدث ما حدث"، مضيفة: "ان المشهد كان عبارة مواجهة شارع بشارع اخر وهو أمر خطير".
وعما إذا كانت ستتخذ قرارا بالاستقالة، قالت: "لو طالت الأمور أكثر، ربما كنت قد وصلت إلى هذا الاستنتاج. لكن بالطبع، كان على أن أتشاور مع الرئيس الحريري أولا. لكن بالتأكيد ما نحتاج إليه هو حكومة نظيفة إذا استطعنا استخدام هذا المصطلح. فلقد وضع لنا المتظاهرون مستويات عالية من المطالب بحيث لم يعد يمكننا بعد اليوم أن نحاول التنصل من هذا الأمر".
وعن الآلية الدستورية لتشكيل الحكومة المقبلة، قالت: "الرئيس عون طلب من حكومة الرئيس الحريري تصريف الاعمال على ان تبدأ الاستشارات الملزمة لتسمية رئيس حكومة مقبل يعمل على تأليف الحكومة".
وسئلت: "إذا ما طلب منك القيام بذلك، فهل تقبلين؟".
لا أسعى لهذا المنصب
فأجابت: "ينبغي ان يكون الرئيس الحريري هو رئيس الحكومة المقبل بصراحة، أنا أؤمن بذلك بقوة. أنا لا أسعى لهذا المنصب. ما أعنيه هو انني جزء من حزب سياسي، وعلى هذا الحزب السياسي أن يقرر. وبالطبع، يجب على غالبية مجلس النواب أن تقرر".
وعما إذا كان لبنان وصل الى نقطة النهاية بعد قول الرئيس الحريري في خطاب الاستقالة انه وصل الى نقطة النهاية، قالت الحسن: "لا اعتقد ذلك، يجب ان يكون هناك تغيير في ذهنية السياسيين. واعتقد ان نقطة الانطلاق في ذلك هي من خلال تشكيل حكومة تكنوقراط".
وفي السياق عينه أعربت الحسن عن ارتياحها لقرار فتح مصرف لبنان والمصارف ابوابها، وقالت: "أسيء فهم كلام حاكم مصرف لبنان رياض سلامه في حديثه الى قناة "سي ان ان" قبل أيام، وتأكيدا على سوء فهم تصريحه، انه بمجرد قرار فتح المصارف ابوابها يعني أن هناك خطة في مكانها الصحيح"، واعتبرت أن "التظاهرات كانت بمثابة جرس انذار للجميع وحتى لـ "حزب الله" الذي تتأثر قاعدته كما القواعد الاخرى بفعل الانكماش الاقتصادي".
استراتيجية الدفاع
وعما تعتبره واشنطن من ان الحكومة اللبنانية لم تفعل شيئا لمواجهة "حزب الله"، قالت الحسن: "ان العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، وان كانت قد طاولت "حزب الله"، لكن كان لها تأثير سلبي كبير جدا على البلد بأكمله. فكما تعلمون هذا يؤثر على العمليات المصرفية اليومية. تكاليف الامتثال مرتفعة للغاية. وهذا له تأثير كبير على القطاع المصرفي.. ومن الناحية السياسية، "حزب الله" هو اليوم جزء من المجلس النيابي ولديه قاعدته الانتخابية وناسه ونسيجه الاجتماعي. وكما يقول رئيس الحكومة دائما، فإن مشكلة سلاح "حزب الله" تبقى مشكلة إقليمية، وبالتالي لا يمكن مطالبة لبنان بحلها، لكن من جانبنا، أعتقد أننا نحتاج، كما وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلى إجراء حوار حول استراتيجية الدفاع الوطني".
يطالبون بالتغيير
وعن اتهام إيران بأن التظاهرات في كل من العراق ولبنان مدعومة من الاميركيين، قالت الحسن: "أنا لا أعرف من الذي يثير هذا الأمر. رأيت المتظاهرين ورأيت الناس طلابا وشبابا.. هؤلاء أشخاص من الطبقة الوسطى، وربات بيوت، لذا سواء أكانوا مدفوعين أم لا، تظل الحقيقة واحدة وأن هؤلاء الاشخاص شرعيون ويطالبون بالتغيير"، موضحة انه "لا توجد معلومات ان هناك جهة ما وراء هذا الحراك".
وسئلت: برأيك من اين أتت هذه الافكار؟
اجابت: "لا اعرف. يأتي الناس بكل أنواع النظريات. كما تعلمون، من المنطقي أن يقول البعض أن هذا النوع من الانتفاضة لا يمكن أن يكون تلقائيا. كما من المنطقي أن يشكك بعض الناس في ذلك. ولكن ليس لدي أي معلومات من شأنها أن تؤكد ذلك".