كم خسر خسر لبنان من تنوعه الحيوي نتيجة الحرائق؟!
"إليسار نيوز" – مريم نايف بَـــزِّي
صحيح إن "البشر قبل الحجر"، وصحيح أيضا أن المطلوب عند الكوارث إنقاذ الإنسان، لكن بعد أن اطمأنينا إلى أن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها رغم ما خلفت النيران من أضرار لم تقتصر على الأحراج فقط، وإنما طاولت البيوت ودفعت عائلات للنزوح عنها، هل فكر أحد منا بحال الكائنات البرية؟ وهل لنا أن نعلم كم نفق منها؟ كم خسر خسر لبنان من تنوعه الحيوي نتيجة الحرائق؟
خسارة لا تعوض
للأسف هذه الخسارة لا تحتسب، علما أنها لا تعوض ولسنا بعيدين عن نتائجها، لأن فقدان كائنات في الطبيعة يعني فقدان نظم إيكولوجية، نباتا وحيوانات تسدي للمحيط الحيوي الذي نعيش ضمنه خدمات لا تقدر بثمن، فهذا التكامل الذي أوجده الله بين سائر مخلوقاته هو ضرورة لاستمرار الحياة، وأي خلل تترتب عليه نتائج لا يكون الإنسان في منأى عنها.
ربما لم تلتقط عدسات الكاميرات كائنات مذعورة تفر هائمة على وجهها، ولم تلتقط صورا لزواحف وحيوانات فاجأتها النيران وقضت محترقة، وفي دفاعنا عن هذه الكائنات ندافع عن الإنسان لأنه جزء من هذه النظم في تكاملها، ولا ننسى أن كائنات نجت من الحرائق قد تتعرض للنفوق جوعا لعدم توفر الغذاء.
المطلوب عدم إيذائها
ما يهمنا في هذا المجال، أن نكون منتبهين إلى أنه بسبب اتساع رقعة المناطق التي أتت عليها النيران، فإن الحيوانات البرية مثل الذئاب والثعالب وبنات آوى والضباع فقدت موائلها، لذا نتمنى من المواطنين عدم الخوف منها، خصوصا وأن هذه الكائنات تعيش حالة ذعر، والمطلوب عدم إيذائها، لا سيما وأنها قد تدنو من القرى والمناطق السكنية لتؤمن قوتها، وسط ما يتجمع من مخلفات الطعام في مكبات النفايات.
ولا ننسى أن بعض هذا الحيوانات البرية تصطاد القوارض كالفئران والجرذان وتخلصنا منها، فيما الضبع المخطط يقتات على الجيف والحيوانات النافقة ويبعد عنا خطرها عندما تتحلل في الهواء الطلق.
الإتصال بـ "إليسار نيوز"
وفي هذا السياق، نتمنى عدم قتل هذه الحيوانات إن هي اقتربت من البيوت، وهي بخلاف ما يشاع عنها ما إن ترى الإنسان حتى تتوارى وتبتعد، إلا إذا تم حصرها وحاول إيذاءها، ففي هذه الحالة لا تملك إلا أن تدافع عن نفسها، وفي حال تم الإمساك بها، نرجو الاتصال بموقعنا "إليسار نيوز" elissarnews.org لاتخاذ الاجراءات المناسبة بالتنسيق مع الهيات المعنية.
ملاحظة: الصورة من صفحة الدكتور جورج متري