رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

تنتشر الكائنات الغازية في كافة أنحاء العالم، برا وبحرا وجوا، وتهدد هذه الكائنات النظم البيئية وتوازنها، وذلك بأنها تهيمن على المنطقة التي تعيش فيها، وتقضي على الكائنات والأنواع وتهددها بالإنقراض، وتتميز هذه الكائنات الغازية بقلة المفترسين، والقدرة على التكاثر بسرعة، والمرونة لجهة القدرة على الحياة في الموائل المختلفة مع التحديات المختلفة كالجفاف وتغير المناخ وغيرها.

وفي هذا المجال اكتشف باحثون في ولاية جورجيا الأميركية أنواعا من الأسماك الغازية وتعرف باسم "رأس الثعبان الشماليnorthern snakehead fish   واسمها العلمي Channa argus والتي لا يمكنها البقاء على قيد الحياة لعدة أيام على اليابسة فحسب، بل أنها وصلت إلى 14 ولاية أميركية أيضا، وتتكاثر بكميات كبيرة بحيث تهدد الكائنات المستوطنة، خصوصا وأنه ليس لديها كائنات تفترسها في أميركا.

وقد حذر مسؤولو الحياة البرية في ولاية جورجيا من هذه الأسماك الغازية، مطالبين الصيادين وكل من يعثر عليها "بقتلها على الفور وتجميدها"، لما تشكله من تهديد كبير لمختلف الأسماك الأخرى الموجودة في محيطها، إذ تنافسها على الموائل والغذاء.

وقد قام أحد الصيادين باصطياد سمكة منها أوائل هذا الشهر في بركة خاصة في منطقة Gwinnett County في ولاية جورجيا، وأبلغ قسم موارد الحياة البرية Wildlife Resources Division في إدارة الموارد الطبيعية في جورجيا Georgia Department of Natural Resources على الفور، ويبقى وصولها إلى المياه الأميركية وولاية جورجيا غامضا.

وتعرف سمكة الـ"شنة أرغنية" الشمالية  أو "رأس الثعبان"، وموطنها الأصلي في حوض نهر يانغتسي Yangtze River في الصين، كما توجد في روسيا وأجزاء من جنوب شرق آسيا، وقد تم الإبلاغ عنها في أوروبا للمرة الأولى في تشيكوسلوفاكيا سابقا (التشيك وسلوفاكيا حاليا) في الخمسينيات من القرن الماضي، وتم رصدها للمرة الأولى في العام 2002 في الولايات المتحدة الأميركية.

وقال مات توماس، رئيس مصايد الأسماك في شعبة موارد الحياة البرية: "بفضل التقرير السريع الذي قدمه أحد الصيادين، تمكن موظفونا من التحقق والتأكد من وجود هذا النوع في هذه المسطحات المائية"، وأضاف: "نحن نتخذ الآن خطوات لتحديد ما إذا كانت قد انتشرت من هذا الجسم المائي، ونأمل أن نمنعها من الانتشار إلى مياه جورجيا الأخرى".

وقد التقطت أكبر عينة من هذه الأسماك في الولايات المتحدة، في العام 2018، عندما تم اصطياد سمكة تزن 9 كغ وطولها 89.2 سم، في ولاية ماريلاند باستخدام سهم الصيد.

وتتميز هذه السمكة بجهازها التنفسي غير العادي ما يسمح لهذا الأنواع بالبقاء على قيد الحياة خارج المياه، ولمدة تصل في بعض الحالات إلى 4 أيام.

وأكدت وزارة موارد الحياة البرية في جورجيا إن الصيادين هم "خط الدفاع الأول" ضد هذا النوع، كما دعت الصيادين بعدم إبقاء الطعم  داخل  المياه خلال الاستراحة من الصيد، وعدم التخلص منه في المسطحات المائية، حتى لا يشكل غذاء لهذه الأسماك ويساعد على تكاثرها.

وفي حالة القبض على واحدة، فإن النصيحة الرسمية ليست الإفراج عنها، ولكن "قتلها على الفور وتجميدها"، كما طلبوا من الصيادين التقاط صورًا للأسماك، بما في ذلك لقطات قريبة للفم والزعانف والذيل وأين تم صيدها".

ويمكن أن يتضاعف هذا النوع المفترس من الأسماك، في أقل من عامين، وتضع الأنثى ما يصل إلى 100 ألف بيضة في السنة، وتصل إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر سنتين أو ثلاث سنوات، وهذا ما يهدد حياة الكثير من الأنواع الأخرى من الأسماك الأخرى حيث تنافسها على الغذاء لا سيما القشريات واللافقاريات، التي تفترسها السمكة ذات رأس الثعبان.

عن: CNN، georgiawildlife  ووكالات بتصرف