إليانا عبود

دائما كان "العليق" غير مرحب به و"مُدانا" باعتباره نباتا متطفلا و"ضارا"، لكن منذ بضع سنوات أصبح موضع إقبال بعض المزارعين ممن يعانون تبعات الواقع الاقتصادي والمعيشي، فوجدوا في ثمار "العليق" نوعاً من الفاكهة يمكن تسويقه، خصوصاً وأن إقبال المواطنين على شراء هذه الثمار الصغيرة كان مشجعاً، ما دفع المواطنين إلى ارتياد الحقول، وتحمل عناء قطافها رغم الأشواك الكثيرة التي غالباً ما تجعل الوصول إلى الثمار صعباً.

لا بل ويمكن القول إن "العليق" عاد ليفرض مكانته كسياج وغذا، سياج يمنع المتطفلين من الدخول إلى البساتين، وغذاء صحي فضلا عن الاستطباب به في معالجة العديد من الأمراض.

أصغر من ثمار التوت

ينمو "العليق" في أراض مشاعية والحصول على ثماره متاح للجميع، فضلاً عن أن ثماره البرية الأصغر حجماً من ثمار التوت، تعتبر أطيب منه مذاقاً، لكن أحداً لم يكن يعير هذه الثمار اهتماماً، بالرغم من أن بعض الدول الأوروبية تعمد إلى زراعة نوع من ثمار "العليق" المخلّق بطرق علمية جعلت ثماره أكبر حجماً وأغصانه قليلة الأشواك، وثمة كثيرون من المزارعين استقدموا أغراساً من الخارج، لكن الاقبال على ثمار "العليق" البري يظل أكبر لمذاقه السكري الحاد عندما تنضج الثمار لتصبح سوداء داكنة، أو يكون مائلاً إلى الحموضة عندما تكون الثمار حمراء في طور النضوج، حتى أن "العليق" البري تستفيد منه بعض دول الغرب وتصدره كنوع من الفاكهة كثيراً ما نراه في عبوات صغيرة من الزجاج على رفوف المحال والسوبر ماركت.

غذاء للنحل

وبحسب مزارعين لبنانيين، فإن أزهار العليق تعتبر غذاء مهماً للنحل، والعسل الذي ينتج منه يعتبر من أجود أنواع العسل كمذاق وقيمة غذائية، وبدأ الناس يعودون إلى ثمار العليق لتحصيل الرزق خصوصاً وأن المواسم الزراعية كالتفاح والفاكهة إلى تراجع عاماً بعد عام، في ظل إقبال الناس على شراء الثمار دون عناء قطافها، وعدا ذلك، هناك مواطنون يستخدمون الأغصان الطرية للعليق مع بداية الربيع لمعالجة الرمل والحصى في الكلى، والكل يستتطببون بجذور العليق وأغصانه كنوع من "الزهورات" لمعالجة الرشح والنزلات الصدرية، وهي تعتبر علاجاً ناجعاً ومجرباً.

التعريف العلمي

يعرف نبات العليق يعرف علمياً باسم Rubus fiuticosus وهو معروف قديما منذ الاغريق والفراعنة، وقد أوصى الطبيب الإغريقي دسقوريدس في القرن الميلادي الأول بالعليق الناضج في سائل غرغرة لمعالجة التهابات الحلق وفي الطب الشعبي الأوروبي استخدمت اوراق العليق لغسل الجروح، أما ابن سينا فيقول "طبيخ اوراقه بأغصانه يصبغ الشعر، ينفع من القروح على الرأس ويدمل الجراحات وإذا مضغت اوراقه سدت اللثة وابرأت القلاع وكذلك ثمرته الناضجة وعصارة ثمرته وورقته تبرئ أوجاع الفم الحارة.