لقطات مذهلة لثقب أسود يمزق فيها نجما!

مشاركة


لبنان اليوم

 

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

تمكن علماء فلك من رصد لقطات مذهلة تظهر اللحظة الحاسمة، التي مزق فيها ثقب أسود نجما على بعد ملايين السنين الضوئية.

وقد تمكنت "ناسا" NASA عبر "القمر الصناعي لاستكشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية" Transiting Exoplanet Survey Satellite (TESS) - NASA، والذي من مهامه البحث عن كواكب جديدة، إلا أنه شهد ظواهر مذهلة وأكثر بكثير من المتوقع.

فهذه الظاهرة المذهلة، التي تسمى "حدث اضطراب المد" tidal disruption event، نادرة للغاية، إذ تحدث مرة واحدة فقط كل 10 آلاف إلى 100 ألف عام، وهذه هي المرة الأولى التي تلتقط فيها TESS مثل هذه اللحظة.

وقد تم اكتشاف الحدث، الذي يحمل اسمASASSN-19bt ، لأول مرة في 29 كانون الثاني/يناير من هذا العام، بواسطة شبكة عالمية تضم 20 تلسكوبا آليا ومقرها جامعة ولاية أوهايو، وفقًا لوكالة "ناسا".

وانطلقت TESS في مهامها في نيسان/أبريل 2018، وقد تمكنت من التقاط هذه الظاهرة بعد أشهر قليلة من ذلك، وتؤكد وكالة "ناسا" أنها لم تتمكن من ملاحظة إلا ما يقرب من 40 حالة "اضطراب في المد" في تاريخها الطويل.

وقالت بادي (باتريشيا) بويد Patricia Boyd ، وهي العالمة المسؤولة عن مشروع TESS في "مركز غودارد لرحلات الفضاء" Goddard Space Flight Center  التابع لـ "ناسا" في غرينبيلت Greenbelt بولاية ماريلاند: "لكي تلاحظ  TESSظاهرة ASASSN-19bt  بعد وقت قصير جدًا من إنطلاقها، وأن تكون في مجال المشاهدة عبر TESS ، وأن نتمكن من مشاهدة هذا لفترة طويلة، فهذا أمر غير عادي ورائع حقًا"، وأضافت: "إن التعاون في المستقبل مع المراصد في كافة أنحاء العالم، وتلك الموجودة في المدارات حول الأرض، سوف يساعدنا في معرفة المزيد عن الانفجارات المختلفة التي تضيء الكون".

وتوضح النتائج الكاملة، التي نشرت في "المجلة الفلكية الفيزيائية" The Astrophysical Journal، وفقًا لـ "راديو ووسو"  WOSU Radio، أن الظروف يجب أن تكون ملائمة تمامًا، ليتمكن الثقب الأسود من تمزيق نجم ما؛ لا يمكن أن يكون النجم قريبًا جدًا بحيث يمتصه الثقب ببساطة، ولا يمكن أن يكون بعيدًا بحيث ينعطف ويخرج إلى المجرة.

ويعتقد علماء الفلك أن هذا الثقب الأسود يزن حوالي ستة ملايين مرة كتلة الشمس، ويقع على بعد حوالي 375 مليون سنة ضوئية، في مجرة ​​بحجم مماثل لمجرتنا درب التبانة Milky Way.

وباستخدام البيانات التي تم جمعها، تمكن الفلكيون من تحديد أن درجة الحرارة قد انخفضت بنسبة تقارب 50 بالمئة من حوالي 71500 درجة فهرنهايت (حوالي 40 ألف درجة مئوية) إلى 35500 درجة فهرنهايت (حوالي 20 ألف درجة مئوية) على مدى بضعة أيام، وكان هناك مستوى منخفض من انبعاث الأشعة السينية في وقت الحدث.

على الرغم من أن العلماء لم يدركوا تمامًا سبب إنتاج اضطرابات المد لهذا الكم الكبير من الأشعة فوق البنفسجية، والقليل من الأشعة السينية، قدم س. برادلي سينكو S. Bradley Cenko ، الباحث الرئيسي في سويفت في غودارد، عددًا من النظريات.

إحدى هذه النظريات هي أن الضوء يرتد من خلال الحطام الذي تم تناثره حديثًا، ويفقد الطاقة، بينما النظرية الأخرى هي أن القرص المتكون، ربما يكون أبعد من الثقب الأسود أكثر مما كان يعتقد في البداية، وبالتالي فإن الضوء لا يتأثر بالجاذبية القصوى لهذا الجسم.

وقال سينكو: "قد تساعدنا المزيد من الملاحظات المبكرة لهذه الأحداث في الإجابة على بعض هذه الأسئلة العالقة".

أيا كانت الإجابة، فيمكننا أن نتفق جميعا على أن هذا الحدث، ربما هو أكثر اللقطات إثارة للإعجاب التي أصدرتها ناسا في السنوات الأخيرة.

عن unilad.co.uk بتصرف

الصور: NASA

 

 

 







مقالات ذات صلة