رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

بداية، لا بد من التأكيد على أهمية جميع الكائنات الحية، فكل نوع من الكائنات الحية، لديه دورا أساسيا في المنظومة البيئية، وبدونه أو بسبب تناقص أعداده قد يصبح هناك خللا كبيرا في التوازن البيولوجي لا يمكن إصلاحه، قد يؤدي إلى تغيرات جذرية، وقد يؤدي هذا الأمر إلى تناقص أو انقراض أنواع أخرى تعتمد عليه في غذائها، وبالمقابل قد يؤدي مثل هذا الخلل إلى تزايد أنواع على حساب الأنواع التي تعرضت لمخاطر الإنقراض أو قلة أعدادها، وعلى سبيل المثال ما نشهده من تكاثر للقوارض بسبب الصيد الجائر لمفترسيها من الطيور الجارحة والحيوانات اللاحمة، كما لجهة تكاثر الخنازير بسبب القضاء وبشكل كبير على الذئاب والتعديات على الضبع المخطط الذي يفترس صغار الخنازير في بعض الأحيان.

أهم كائن حي!

وجوابا على السؤال في عنوان هذا المقال، قد يخطر الإنسان ببال الكثيرين، كونه يتبوأ رأس الهرم الإستهلاكي (الغذائي) في معظم النظم، أو الحيوانات اللاحمة، أو النباتات كمنتج للغذاء، ولكن خلصت نتائج معهد "مراقبة الأرض" Earthwatch  في مناقشة مؤخرا لـ "الجمعية الجغرافية الملكية في لندن" Royal Geographical Society، إلى أن النحل هو أهم كائن حي على كوكب الأرض، ومع ذلك، فقد أصدر العلماء أيضًا إعلانًا: لقد دخل النحل بالفعل في خطر الانقراض.

فقد اختفى النحل في كافة أنحاء العالم بنسبة تصل إلى 90 بالمئة وفقًا للدراسات الحديثة، والأسباب مختلفة اعتمادًا على المنطقة، ولكن من بين الأسباب الرئيسية إزالة الغابات على نطاق واسع، وعدم وجود أماكن آمنة للقفران، ونقص الأزهار وموارد الغذاء، والاستخدام غير المنضبط للمبيدات، والتغيرات في التربة، من بين أمور أخرى.

لماذا؟

وجوابا على من يسأل لماذا تم إعلان النحل كأكثر الكائنات الحية أهمية التي تعيش على كوكبنا؟ فقد أجرى "مركز ريادة الأعمال في مجال تربية النحل" التابع لـ "جامعة مايور المدينة Ceapimayor Universidad Mayor ، ومؤسسة "تربية النحل في تشيلي" the Apiculture Corporation of Chile (Cach بدعم من مؤسسة "الابتكار الزراعي" (FIA) the Foundation for Agrarian Innovation، دراسة حيث تقرر أن النحل هو الكائن الحي الوحيد الذي يعيش في العالم، ولا يحمل أي نوع من العوامل المسببة للأمراض، بغض النظر عما إذا كانت فطريات أو فيروسات أو بكتيريا.

70 بالمئة من الزراعة في العالم تعتمد على هذه الحشرات، بعبارة أكثر وضوحا ومباشرة، يمكننا أن نقول أن 70 من 100 نوع من الغذاء ينتج لما تقوم به هذه الحشرات من عمل، فتلقيح النباتات من قبلها يسمح للنباتات بالتكاثر، والتي تتغذى منها ملايين الحيوانات، وبدون ذلك، ستبدأ الحيوانات في الاختفاء قريبًا.

كما لا يعتبر العسل الذي ينتجه النحل غذاء فحسب، بل يوفر أيضًا العديد من الفوائد للصحة العامة والجلد.

وفقا لاقتباس نسب إلى ألبرت أينشتاين، إذا اختفى النحل، فسيكون أمام البشر أربع سنوات للبقاء على قيد الحياة.

أسباب اختفاء النحل

ما هي الأسباب والافتراضات التي تُنسب إلى اختفاء النحل المبكر؟

يقترح المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا Swiss Federal Institute of Technology

في سويسرا نظرية تلقي باللوم على الترددات الناتجة عن الهواتف الخليوية، ويشرح الفريق العلمي أن هذه الموجات المنبعثة أثناء الإتصالات قادرة على تشويش النحل، ما يجعلها تفقد إحساسها بالاتجاه، وبالتالي تعرض حياتها للخطر، وقد قام الباحث وعالم الأحياء دانييل فافر، مع باحثين آخرين، بإجراء 83 تجربة، أظهرت أن النحل في وجود هذه الموجات، ينتج عنه ضوضاء أعلى بعشر مرات من المعتاد، وهو سلوك تمت ملاحظته عند إشعار أعضاء القفير الآخرين من النحل  بوجود خطر ومن الضروري ترك الخلية (القفير).

ومما لا شك فيه، أن السبب الأكبر وراء اختفاء النحل يرجع إلى رش المبيدات المستمر للمحاصيل، ومثال على ذلك ما يحدث في كولومبيا ، حيث نفق 34 بالمئة من النحل نتيجة هذا الأمر خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب التسمم.

الحلول

هل هناك حلول للمشكلة؟

هناك بالفعل حلول، والمشكلة هي أنه من الصعب تنفيذها للغاية، بسبب وجود ممارسات راسخة في الإنتاج والزراعة، ومع ذلك ، يتم اقتراح ثلاثة حلول على أمل أن يتم تنفيذها في وقت قصير:

أولا: يحظر، لا أن يقلل، استخدام المبيدات السامة.

ثانيا: تعزيز بدائل زراعية طبيعية للمبيدات (الأعداء الطبيعيين، الأصناف المقاومة للأمراض، وغيرها).

ثالثا: إجراء البحوث المستمرة ومراقبة صحة ونوعية القفران والحفاظ عليها.

صحيح أن لسعات النحل مؤلمة، ولكن من المؤكد أن خسارة هذه الحشرات ستكون مؤلمة أكثر.

عن science-andinfo.blogspot بتصرف

مصدر الصور: Pixabay،Elissar News  (Nour Bou Said، Sana Bou Said).