رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

يستكمل قبالة الساحل الشرقي لبريطانيا إنشاء أكبر مزرعة رياح في العالم، وهو مشروع تاريخي يظهر إحدى الطرق للحد من تغير المناخ وعلى نطاق واسع.

وتقع مزرعة Hornsea One على بعد 120 كيلومتراً (75 ميلاً) قبالة ساحل يوركشاير Yorkshire في إنجلترا، ومن المتوقع أن تنتج طاقة كافية لتزويد مليون منزل في المملكة المتحدة بالكهرباء النظيفة عند اكتمالها في العام 2020.

ويمتد هذا المشروع على مساحة أكبر من جزر المالديف أو مالطا، وتتألف من 174 من توربينات الرياح بقدرة سبعة ميغاواط طول كل منها 100 متر، ويبلغ محيط الشفرات 75 مترًا، وتغطي مساحة أكبر من عجلة مراقبة عين لندن أثناء الدوران.

ووفقا لـ ستيفان هونينغز Stefan Hoonings، كبير مديري المشاريع في Orsted (DOGEF)، شركة الطاقة الدنماركية التي بنت المزرعة، فإن دورة واحدة فقط من إحدى التوربينات يمكنها تزويد منزلا عاديا بالكهرباء لمدة يوم كامل.

سيقرب هذا المشروع المملكة المتحدة من الوصول إلى هدفها المتمثل في انتاج ثلث الكهرباء في البلاد من الرياح البحرية بحلول العام 2030.

وهذا النوع من المشاريع الذي يمكن أن يساعد الحكومات على تحقيق الأهداف البيئية المحددة في قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي التي عقدت هذا الأسبوع في نيويورك، وقد التزمت حوالي 77 دولة في القمة بخفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى الصفر بحلول عام 2050، لكن نشطاء المناخ بمن فيهم غريتا ثونبرغ Greta Thunberg تقول إن على المتسببين الرئيسيين بالانبعاثات فعل المزيد لتخفيف ارتفاع درجات الحرارة، وستكون الطاقة المتجددة العامل الحاسم لتحقيق تلك الأهداف المناخية.

وعلى الرغم من الالتزامات التي تم التعهد بها كجزء من اتفاقية باريس المناخية Paris climate agreement للعام 2015، واستمرت الانبعاثات العالمية في الارتفاع في عام 2018، ونما الطلب العالمي على الطاقة بأسرع وتيرة له منذ عقد، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية IEA، وقالت الوكالة إن استخدام الفحم في توليد الطاقة يمثل ثلث إجمالي انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في العالم.

وتوضح الاتجاهات الحالية الحاجة إلى حلول إضافية للطاقة النظيفة. وفي بريطانيا ، يتم التخطيط لثلاث مراحل أخرى من مشروع Hornsea.

وتعتبر حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي صغيرة ولكنها تنمو، وفي النهاية من الممكن الوصول إلى نقطة التحول المطلوبة، بعد عام 2035، من المتوقع أن تشكل مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 50 بالمئة من توليد الكهرباء العالمي، وفقا لتقرير ماكينزي McKinsey.

وتعتبر طاقة الرياح جزءا كبير من الحل، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية ، نما توليد الكهرباء من الرياح بنسبة تقدر بـ 12 بالمئة في عام 2018، ما أبقى مكانتها كأكبر تكنولوجيا متجددة لا تحتاج للمياه.

الشركة خلف مشروع Hornsea

بنت اورستيد 25 مزرعة رياح بحرية في كافة أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، وقد غيرت الشركة اسمها من "الشركة الدنماركية للنفط والغاز الطبيعي في 2017 لتعكس تحولها إلى شركة للطاقة الخضراء، وقد خفضت الشركة استخدامها للفحم بنسبه 73 بالمئة منذ 2006، وتخطط لتتخلص من الفحم كليا قبل العام 2023.

وتعتبر المملكة المتحدة أكبر سوق للرياح البحرية وتكون Orsted   قد استثمرت 12 مليار جنيه استرليني (15 مليار دولار) في هذا القطاع بحلول العام 2020، وبقدرة 1.2 جيغاواط، وسيولد مشروع Hornsea1 ما يقرب من ضعف الطاقة المتولدة من مشروع Orsteds Walney Extension   والتي هي أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم حاليا، وتقع في البحر الايرلندي.

أما مشروع Hornsea 2 وهو قيد الإنشاء فمن المتوقع أن يكون لديه القدرة على تلبية احتياجات الكهرباء لما يصل إلى 1,6 مليون منزل في السنة، وفقا لـ Orsted، أما مشروع Hornsea 3 فمن المتوقع تقديم كمية من الكهرباء لأكثر من مليوني منزل، وتقول اورستيد ان هناك الآن 37 مزرعة رياح بحرية تعمل في المملكة المتحدة، وهذا يجعل من بريطانيا أكبر سوق للرياح البحرية في العالم.

عن CNN بتصرف

مصدر الصورة: CNN