مأساة إنسانية مستمرة في اليمن... الحياة البحرية مهددة فمن يحمي سلاحف البحر؟

مشاركة


البيئة تنوّع بيولوجي

إليانا عبود - خاص "إليسار نيوز"

أكد خبراء في مجال البيئة البحرية أن أكثر من مئتين وخمسين (250) سلحفاة بحرية من الأنواع النادرة والمهددة بالإنقراض قتلت خلال شهر واحد في اليمن، ولفتوا إلى أن هذا الرقم سجل قبل نحو سنة، منوهين إلى أن العدد أكبر بكثير، وعزوا الأمر إلى أنه يتعذر تسجيل وإحصاء كل الحالات في دولة تواجه وتعيش ظروف الحرب منذ نحو خمس سنوات.

وكما هو معلوم، فما تزال الحرب الدائرة في هذا البلد العربي تتسبب في مأساة ومعاناة طاولت الناس الأبرياء ولم توفر كذلك الحياة الطبيعية، خصوصا مع غياب الأجهزة الرقابية أو عدم قدرتها على ضبط الأمور.

محمية شرمة

وتركزت الخسائر في "محمية شرمة" Sharma، الواقعة في المنطقة الساحلية (شرمة – جثمون)، وهي منطقة ساحلية في مدينة الديس الشرقية بمحافظة حضرموت، اعتمدتها الحكومة اليمنية محمية طبيعية في العام 2001، وفي العام 2002 أضافتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" UNESCO إلى مواقع التراث العالمي المؤقتة في اليمن.

وتعتبر "محمية شرمة" من أهم المواقع العالمية التي تصنف من أهم البيئات الطبيعية للسلاحف، ولا سيما منها السلاحف ذات الرأس الأخضر والتي تتكاثر في موائل على سواحل شرمة وجثمون.

وبحسب "موقع الجزيرة" في نسخته الإنجيلزية، فإن ما لا يقل عن 250 من السلاحف المهددة بالانقراض في هذه المحمية الوطنية في اليمن قتلت من قبل البشر خلال الشهر الماضي، وفقا لسكان المنطقة والمسؤولين.

وتبعد "محمية شارمة"، حيث تعشش السلاحف الخضراء النادرة، ساعتين بالسيارة من المكلا جهة الشرق، وقد عبث زوار المحمية بها، حيث قاموا بخطف سلحفاة تلو أخرى، ومن ثم يقومون بذبحها، وأخذ لحومها، ويتركون بيوضها وأحشاءها فتكون عرضة للتآكل ومصدرا للأمراض والروائح.

سلاحف منقار الصقر

وقال الشيخ آمين، أحد المهتمين بالسلاحف ورئيس "جمعية أصدقاء البيئة في منطقة أبابا الشرقية" لـ "الجزيرة" ان "قتل السلاحف زاد بشكل مثير للقلق".

وتسبب صيد السلاحف بجعل هذه المنطقة عرضة للروائح الكريهة نتيجة تحلل الجيف، وتحولت شواطئها المطلة على بحر العرب موئلا للكلاب الضالة.

ويقول محمد الذي كان موجودا بالمكان لصيد سلحفاة "هذا هو مثل صيد أي حيوان آخر".

مثل العديد من الصيادين الآخرين الذين يأتون إلى هنا، محمد وأصدقاؤه لا يخجلون من صيدهم السلاحف، كما انهم لا يقتنعون بأن هذا الأمر يهدد بقاء هذه الأنواع، وقال صديق محمد بينما كانا يحاولان اصطياد سلحفاة أخرى "لقد سمعت نفس التحذيرات منذ عقود، ولكن ما زال هناك بعض السلاحف على الشاطئ".

جزارو السلاحف

وقال محمد عبد الله، رئيس قسم الأحياء البحرية في جامعة حضرموت لـ "الجزيرة" أن السلاحف ذات منقار الصقر لقيت حتفها بالفعل في المنطقة، وكذلك السلاحف الخضراء ستواجه نفس مصير، إذا لم يتم إيقاف المعتدين.

وأضاف "ان جزاري السلاحف لا يتركون الإناث التي تخرج لليابسة لوضع البيض، فهم يقومون بصيدها لحظة خروجها من البحر ولا ينتظرون الى أن تضع بيوضها".

وقال: "إن الشاطئ كان يعج بالسلاحف: "فقبل عشر سنوات، كان هناك ما يصل إلى 50 سلحفاة على امتداد هذا الشاطئ خلال موسم التكاثر، مقارنة ببعض السلاحف الآن".

وعلى الرغم من أن السكان ذكروا بأن السلاحف كانت تتمتع بالراحة في تلك الفترة، الا أن علماء الأحياء ذكروا ان تسرب النفط وصوت الشاحانات يؤثر على السلاحف التي تفضل العيش في مناطق هادئة.

 

 







مقالات ذات صلة