ثلاثة مليارات طائر خسرتها أميركا وكندا منذ العام 1970
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
فقدت الولايات المتحدة وكندا أكثر من طائر واحد من بين أربعة طيور - أي ما مجموعه ثلاثة مليارات أي حوالي 30 بالمئة من طيورها، منذ عام 1970، وفقا لدراسة بما أسماه باحثون "أزمة بيئية واسعة النطاق".
فقد لاحظ الباحثون انخفاضًا بنسبة 29 بالمئة في أعداد الطيور، عبر مجموعات وموائل متنوعة، منها الطيور المغردة مثل "قبرة المروج" Meadowlark والطيور المهاجرة لمسافات طويلة مثل السنونو Swallow والطيور التي تبقى في حدائق المناطق الحضرية مثل عصافير "الدوري" Sparrow.
وقال كين روزنبرغ Ken Rosenberg، المؤلف الرئيسي للدراسة، وكبير الباحثين في "مختبر جامعة كورنيل لعلم الطيور" Cornell Lab of Ornithology والعضو في جمعية "صون الطيور الأميركية" American Bird Conservancy: "تظهر خطوطا متعددة ومستقلة لأدلة دامغة لانخفاض هائل في وفرة الطيور".
ووصف المؤلف المشارك لهذه الدراسة آدم سميث Adam Smith من منظمة "البيئة وتغير المناخ" Environment and Climate Change Canada في كندا النتائج بأنها "دعوة للاستيقاظ".
وتتفق خسائر أعداد الطيور مع ما يحسبه العلماء الآخرين لدى مجموعات الحشراتinsects والبرمائيات amphibians.
ولم تبحث الدراسة، التي نشرت اليوم في مجلة Science العلمية، أسباب انخفاض أعداد الطيور، ولكن في كافة أنحاء العالم، يُعتقد أن الطيور تنفق أكثر، وتفشل في التكاثر إلى حد كبير، لأن موائلها تضررت وتدمرت لأسباب منها عمليات الإستصلاح الزراعي والمد العمراني والحضري.
قام الباحثون بأكبر عمليات إحصاء شاملة أجريت على الإطلاق لطيور أمريكا الشمالية، وتشير النتائج إلى أن النظم الإيكولوجية في حالة من الفوضى بسبب فقدان الموائل وعوامل أخرى لم يتم تحديدها بعد، ومع ذلك، يرى عالم البيئة بول إيرليك Paul Ehrlich من جامعة ستانفورد في بالو ألتو، كاليفورنيا ، الذي كان يحذر من انخفاض أعداد الحيوانات والنباتات لعقود من الزمن، بأن هناك بعض الأمل في هذه المجموعة الجديدة من الأخبار السيئة: "قد يثير هذا الأمر التحرك المطلوب في ضوء المصلحة العامة لأصدقائنا ذوات الريش"، وقد جمع بيانات لفترة 10 سنوات من المعلومات عن الطيور المهاجرة من محطات رادار الطقس و50 سنة من البيانات على الأرض، وتشمل المصادر "علم المواطن" citizen science من "هيئة المسح الجيولوجي الأميركية" the United States Geological Survey، "دائرة الحياة البرية الكندية "the Canadian Wildlife Service، و"أودوبون كريسماس بيرد كونت" the Audubon Christmas Bird Count ومسح مانومت الدولي للطيور البحرية Manomet’s International Shorebird Survey.
وكان الأكثر تعرضا للضرر الطيور العشبية، حيث انخفضت أعدادها بنسبة 53 بالمئة، وقد كانت الطيور الساحلية بالفعل بأعداد قليلة، وفقدت الآن أكثر من ثلث أعدادها، وقد وجد رادار "سماء الليل" أن حجم هجرة الربيع قد انخفضت بنسبة 14 بالمئة في العقد الماضي فقط.
وساهمت القطط المنزلية، الاصطدامات بالزجاج والمباني، وتراجع الحشرات التي تأكلها الطيور ربما بسبب استخدام المبيدات على نطاق واسع أيضًا في تضاؤل أعداد الطيور، وضاعف تغير المناخ تلك المشاكل عن طريق تغيير طبيعة موائل هذه الطيور.
ولم تنخفض أعداد كافة أنواع الطيور، فقد أظهر البحث أن الطيور الجارحة والطيور المائية زيادة في أعدادها، ربما بسبب جهود الحفظ المركزة، لا سيما تلك المحمية بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض . Endangered Species Act
وقال المؤلف المشارك مايك بار Mike Parr، رئيس "منظمة صون الطيور الأميركية"، إن "إنقاذ الطيور سيتطلب تغييرات في السياسة، وحظر المبيدات الضارة وتوفير الأموال اللازمة لحفظ الطيور"، وأضاف بار: "يمكن لكل واحد منا أن يحدث فرقًا في الأعمال اليومية التي يمكنها معًا إنقاذ حياة ملايين الطيور، مثل إجراءات جعل النوافذ أكثر أمانًا للطيور، وإبقاء القطط في المنازل، وحماية الموائل".
المصادر: The Guardian، Science.