أزمة المياه في العالم!
*ميشال افرام
لا يمكن إنكار أن 25 بالمئة من شعوب العالم تعاني من أزمة مياه، وأنه خلال العقود المنصرمة، ازداد الطلب على المياه، مرتين أو أكثر عن نسبة زيادة البشرية، لذا فان الموارد المائية تتقلص بسرعة.
وخلال العام 2019، عانت 44 دولة حول العالم من أزمة مياه حادة للغاية، وذلك وفقا لـ "احصاءات مركز الاحصاء المائي العالمي"، وأن ما يعادل 1.7 مليار شخص يعيشون في مناطق حيث الزراعة، الصناعة والمدن تستهلك ٨۰ بالمئة من المياه المتاحة سنويا.
وفي هذا الاطار، فإن أي موجة جفاف وحتى ولو خفيفة، قد تتسبب بأزمة، خصوصا وأن العلماء يؤكدون ان التغيير المناخي يسير في هذا المنحى.
ولكن في هذا المجال، فإن أزمة المياه العالمية هي أهم موضوع ولا أحد يتحدث عنه بصورة جدية.
ووفقا للدراسات، فإن استهلاك المياه أصبح ضعفي ما كان عليه عام 1960، وقد أظهرت الدراسات أن الشرق الاوسط وشمالي افريقيا هما المنطقتان الاكثر تأثرا بنقص المياه.
وتأتي قطر ولبنان وفلسطين المحتلة بالمرتبة الاولى في هذا المضمار، كما أن الهند تعاني من أزمة حادة في المياه، وعلى مستوى العالم تعاني بعض المقاطعات في الولايات المتحدة الاميركية من أزمة مياه حادة مثل نيومكسيكو، كاليفورنيا.
لذا فعلى هذه الدول العمل جديا على اعادة تدوير المياه المبتذلة لأنه يعتبر الخيار الوحيد، وبالمقابل، فإن استراليا الدولة الاولى في العالم التي تقوم بتدوير 100 بالمئة من مياهها المبتذلة.
ومن المتوقع أن يعاني 15 مليار شخص من أزمة مياه حادة في العام 2050، لذا فيجب على العالم تطوير الابحاث الزراعية، اتقان حصاد المياه، حسن ادارة مياه الري ، معالجة وتدوير المياه المستعملة، لضمان استدامة هذا الشريان الحيوي للحياة.
* رئيس مجلس أمناء منظمة ايكاردا، رئيس مجلس الادارة، مدير عام مصلحة البحوث العلمية والزراعية في لبنان.