رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

فيما تستمر دول بتلويث المناخ باستخدام الوقود الأحفوري، والتمادي في العناد في مجال محاربة الداعين لتطبيق اتفاق باريس المناخي التاريخي، وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية تحت حكم رئيسها  دونالد ترامب والذي انسحب من هذا الإتفاق، وأوعز بالبدء بالتنقيب عن آبار نفط جديدة، والدعم المادي والمعنوي للوقود الأحفوري، بالإضافة إلى استخراج النفط الصخري، ومد الأنابيب بين الدول وعلى سبيل المثال خط أنابيب كيستون Keystone Pipeline بين الولايات المتحدة وكندا، بدأت الهند بخططها للحد من التلوث والتغير المناخي، بالموافقة على البدء باستخدام الحافلات الكهربائية في 65 مدينة في الهند.

مشروع من خطة متكاملة

ويعتبر هذا المشروع من أحدث الخطوات التي اتخذتها دولة آسيوية لتسويق مشروع أنماط الجودة غير الملوثة في الهند.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزيرة المالية نيرمالا سيذارامان   Nirmala Sitharaman عن قرار اتخذ في مجلس الضرائب على البضائع والخدمات Goods and Services Tax Council  الهندي، بأنه سيكون هناك ضريبة مخفضة تطبق على السلع والخدمات المتعلقة بالمركبات الكهربائية، بهدف تشجيع المواطنين على اقتنائها.

وقد أقر المجلس أنه ابتداء من الأول من آب/ أغسطس فإن التخفيض سيكون من 12 بالمئة إلى 5 بالمئة على كافة المركبات الكهربائية، ومن 18 إلى 5 بالمئة على مراكز الشحن أو الشاحن لهذه المركبات، كما دعت لتخفيض نسب الفائدة بحوالي 150 ألف روبية (حوالي 2150 دولارا اميركيا) عند اقتناء المواطنين لمركبة كهربائية.

"هذا سيعطي زخما هائلا لقطاع السيارات، وتنظيف مدننا من التلوث وبمحرك صنع في الهند"، قال أميتاب كانت Amitabh Kant، المدير التنفيذي لمركز أبحاث نيتي أيوغ Niti Aayog الحكومي على صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" وأوضح كانت أيضًا لصحيفة "الإيكونوميك تايمز" أن "تصنيع البطاريات في الهند سيمثل فرصة هائلة للبلاد للسماح بانتقال أسرع نحو المركبات الكهربائية".

وتهدف الحكومة إلى تصنيع مركبات كهربائية بأسعار معقولة للمواطنين، وتعتبر السيارات الكهربائية أغلى ثمناً من نظيراتها وأيضًا يمكن أن يشجع التخفيض في الضريبة الكثير من المستهلكين على اقتناء واستخدام للسيارات الكهربائية بدلاً من المركبات التي تعمل بالبنزين أو الديزل.

خطة وطنية

وقبل ثلاثة أسابيع، أعلنت الحكومة الهندية أن المرحلة الثانية من مشروع "الإسراع في اعتماد وتصنيع المركبات الكهربائية في الهند" Faster Adoption and Manufacturing of Electric Vehicles in Indiaأو (FAME India) لن يركز على النقل الخاص (هدف المرحلة الأولى من FAME) ولكن على النقل العام والمشترك، وفقًا للبيانات، سيتم دعم المشروع من خلال إعانات لشراء 7000 حافلة كهربائية، وتعد FAME India جزءًا من الخطة الوطنية لمهمة الإنتقال إلى الطاقة الكهربائية the National Electric Mobility Mission Planأو (NEMMP) 2020 التي تتميز برؤية وخريطة طريق لاعتماد المركبات الكهربائية وتصنيعها في البلاد بشكل أسرع.

وهذا المشروع هو جزء من خطة وطنية لتحويل 30 بالمئة من المركبات على طرقاتها إلى كهربائية بحلول العام 2030، وقد بدأت شركات مثل  BYD وهي أكبر مصنع للحافلات فوق 6 طن بالعالم بشراكة مع Olectra Greentech، لتصنيع حافلات كهربائية باستخدام هياكل حافلات BYD.

ووفقا لـتقرير صادر عن "بلومبرغ" bloomberg في أيار/مايو من هذا العام، بينما لا يوجد سوى 300 حافلة في كامل الأراضي في الولايات المتحدة الأميركية، و2250 حافلة في أوروبا، فبين 425 ألف حافلة في العالم، وصل عدد هذه الحافلات في الصين إلى 421 ألف حافلة في نهاية العام الماضي، وسيتطلب الأمر الكثير من بقية بلدان العالم للحاق بركب الصين في تحولها بالإعتماد على الطاقة الكهربائية في مجال النقل العام.

بتصرف عن: Urban Transport News، Bloomberg، sustainable-bus,  News 18 ووكالات