طرد عالم برازيلي من منصبه لانتقاده تدمير غابات الأمازون!

مشاركة


عربي ودولي

 

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

بعد انتقاده سياسة رئيس جمهورية البرازيل  جاير بولسونارو  Jair Bolsonaro فيما يخص ازدياد تدهور غابات الأمازون منذ استلامه الرئاسة، تم طرد البروفسور في مجال الفيزياء ريكاردو غالفاو Ricardo Galvão من منصبه في رئاسة المعهد الوطني لأبحاث الفضاء INPE - Instituto Nacional de Pesquisas Espaciais بحجة أن الأرقام التي صدرت عن شهر حزيران/يونيو، والتي أظهرت ازديادا في تدهور غابات الأمازون عن ذات الشهر من العام الماضي بمعدل 88 بالمئة.

وقال بولسونارو: أن هذه الأرقام غير صحيحة والهدف منها تشويه صورة البرازيل وسمعتها"، وقد اتهم بولسونارو منظمة غالفاو بمحاولة تقويض عمل الحكومة، علما أن هذه الأرقام تصدر عن المعهد بصورة دورية، وكل شهر.

خسارة هائلة

وقد خسرت البرازيل من غابات الأمازون 1330 ميلا مربعا من مساحتها منذ استلام بولسونارو الحكم في كانون الثاني من هذا العام، وقدرت بنسبة وصلت إلى 39 بالمئة.

وقد أكد وزير العلم والتكنولوجيا البرازيلي ‎Marcos Pontes رحيل غالفاو، وإن لم يؤكد أنه طرد أو استقال.

وخلال حملته الرئاسية العام الماضي، أكد بولسونارو أن المناطق المحمية في البرازيل تعتبر عقبة أمام النمو الإقتصادي واعدا المؤيدين بفتحها للإستثمار لأعمال التعدين وغيرها من النشاطات الإقتصادية، هذا ويعد بولسونارو من المؤيدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب وسياساته وآرائه المختلفة خصوصا ما يتعلق بقضايا التغير المناخي، وقد شكلت مواقف بولسونارو بالإضافة إلى انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من اتفاق المناخ التاريخي في باريس صدمة وقد تقوض الجهود الرامية لتنفيذ الإتفاق.

في الماضي

وحوض الأمازون وغاباته التي تقع بمعظمها داخل الحدود البرازيلية، تحتوي 40 بالمئة من الغابات الإستوائية في العالم، و15 بالمئة من التنوع البيولوجي، وتقدر مساحة هذا الحوض بأربعة ملايين كيلومترا مربعا، أزيل 800 ألف كيلومترا مربعا منذ سبعينيات القرن الماضي، لإنشاء مزارع الدواجن والمزروعات والسدود والطرق والعديد من مشاريع التطور العمراني، وبالمقابل ارتفعت درجات الحرارة في هذه المنطقة بمعدل 0.6 درجة مئوية، ما عرضها لموجات جفاف عدة.

وكأكبر غابة مطيرة في العالم، فإن غابات الأمازون تعد مخزن الكربون الحيوي الأول في العالم الذي يبطئ وتيرة الاحتباس الحراري، وكانت حماية هذه الغابات في قلب السياسة البيئية للبرازيل على مدار العقدين الماضيين. عند نقطة ما ، جعل نجاح البرازيل في إبطاء معدل إزالة الغابات مثالاً دولياً على الحفظ والجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ.

وترتفع معدلات إزالة الغابات في منطقة الأمازون، بالمقابل تتراجع حكومة بولسونارو عن تدابير الإنفاذ مثل الغرامات والتحذيرات ومصادرة أو تدمير المعدات غير القانونية في المناطق المحمية.

وقد وجد تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز" للسجلات العامة أن إجراءات الإنفاذ التي اتخذتها الوكالة البيئية الرئيسية في البرازيل انخفضت بنسبة 20  بالمئة خلال الأشهر الستة الأولى من العام ، مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2018. ويعني الانخفاض أن المساحات الشاسعة من الغابات المطيرة يمكنها يتم هدمه بمقاومة أقل من السلطات المعنية.

تغطية إعلامية عالمية

وقد ظهرت مقالات عدة في مواقع عالمية عديدة منها، The Guardian، The New York Times،  The EconomistوBBC توضح ما تقوم به الحكومة البرازيلية برئاسة بولسونارو من تدمير وتدهور لهذه الغابات التي تعد رئة العالم.

وفي رد على ادعاء بولسونارو، قال غالفاو في مقابلة مع مؤسسة إخبارية برازيلية أن الرئيس "كان لديه موقف جبان وقح في إبداء هذه الملاحظات علنًا، ربما آمل أن أتنحى ، لكنني لن إفعل ذلك."

وفي مقابلة منفصلة، قال غالفاو إنه فوجئ بهجوم الرئيس على عمل علماء الحكومة، وقال إن "نظام مراقبة البيئة في البرازيل يعود إلى سبعينيات القرن العشرين، وهو معروف في كافة أنحاء العالم".

من جهة ثانية، قال وزير البيئة ريكاردو ساليس Ricardo Salles يوم الخميس الماضي إن الحكومة ستضع نظامًا لقياس دقة إزالة الغابات، ولم يوضح بالتفصيل ما سيتم القيام به.

وقد دافعت العديد من المؤسسات العلمية، بما في ذلك الأكاديمية البرازيلية للعلوم Brazilian Academy of Sciences - IAP، عن إنبي INPE ودقة بياناتها.

 

المصادر: The Economist، BBC، The Guardian، New York Times.

 







مقالات ذات صلة