في مدينة صور... 92 سلحفاة بحرية باكورة الموسم أطلقها الدكتور علي بدر الدين إلى البحر!

مشاركة


خاص اليسار

فاديا جمعة

بالأمس تزين شاطئ محمية صور بما يعصى على الوصف، فالجمال يُرى ويصعب استحضاره بكلمات، لا الشعر ولا النثر يجديان، ولا منمّنق الكلام وبديعه يورقان بالوصف ويزهران بما يفيض من الحب عند خصر شاطئ شهد انبعاث الحياة مع صغار السلاحف، لحظة غادرت بيوضها فترصع المكان بلآلىء من شغف ودهشة، من ألقٍ وحب، حتى كدنا نظن أن السماء من رمل ومن يحبو عليها نجوم تسير نحو "مجرة البحر".
فعند شاطى رأس العين، وتحديدا في محمية شاطىء صور الطبيعية، قال الجمال كلمته، وقُدِّر له أن يتلو قصائد البحر، في لحظة يَـجْملُ أن تكون قلادة فرح على صدر المغيب، أي ساعة يدنو سَفَرُ العيون نحو حصاد الخير من على موج إن تكسّر يعود بكل ما أوتي من سحر رائع البوح، شفيفه.

بدر الدين

حكاية نسجها الدكتور علي بدر الدين بالتعب والسهر، فكانت خاتمتها بداية لا تنتهي، فهل يتعب الموج؟ أو تئن الريح من وجع؟ هكذا الحياة تجدد لا ينقطع، لا يتعب ولا يئن.
ففي اليوم السادس والخمسين من وضع إحدى السلاحف البحرية بيوضها، وبعد هذا الانتظار، فقست البيوض البيضاء، وخرجت الصغار في رقصة الحياة الأولى، وانطلقت الى عالمها الرحب لتبدأ رحلتها الطويلة، تتعثر حينا لكنها تثبت على وجهة واحدة، البحر، أو هو الماء ينتظر كحضن أمٍ قدومها.
الدكتور علي بدر الدين، وبعد عمل طويل وشاق استدعى عملا يوميا لمدة شهرين متتاليين في البحث عن الأماكن التي وضعت فيها السلاحف بيوضها، جاب الشواطى واستطاع ان يحمي عددا كبيرا من الاعشاش.
يقول بدر الدين "بعد جولتي اليوم (أمس) على الأعشاش وصلت الى منطقة رأس العين عند الواحدة والنصف ظهرا لأفاجأ بأول دفعة من السلاحف الصغيرة وقد خرجت من البيوض وتوجهت نحو البحر"، ويضيف "وصلت في الوقت المناسب، ولا أستطيع ان أصف ما شعرت به لحظة تفاجأت بهذا المشهد، كدت أبكي فرحا".
ورائع وصف بدر الدين حين قال: "أظنه نفس شعور الآباء لحظة رؤية اولادهم للمرة الأولى".

مشروع مراقبة السلاحف

وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن هذا المشهد جاء في إطار مشروع مراقبة السلاحف، بالتعاون مع وزارة البيئة و"محمية صور الطبيعية" و"محمية جزر النخيل" في طرابلس و"منظمة RACSPA".
وإذ شرح بدر الدين كيفية خوضه لهذه التجربة، أثنى في القوت عينه على "عمل السيدة منى خليل في حمى المنصوري الشاطئية"، وقال: "علمتني الكثير ووقفت الى جانبي بخبرتها لانجاح مشروعي في حماية الاعشاش".
وختم قوله: "لدينا المزيد من الأعشاش وستتوجه المزيد من السلاحف قريبا الى البحر وستكون من النوعين اللذين يعيشان في لبنان".







مقالات ذات صلة