جريمة بيئية برسم المعنيين... تلويث بركة زراعية بمياه الصرف الصحي بقاعا!
سوزان أبو سعيد ضو
أقل توصيف لتلويث بركة "عين العلق" في حي عز العرب التابعة لبلديتي العقبة وراشيا الوادي هو جريمة بيئية موصوفة وبكل المقاييس.
فالبركة التي تشكل مياهها المصدر الوحيد لري بساتين زراعية مختلفة وعديدة تقدر بالعشرات في العقبة التي لها حصة الثلثين وبلدية راشيا الوادي بنسبة الثلث، قام البعض بتحويل مياه آبار (جور) الصرف الصحي إليها، ما أدى إلى تلوثها وجعل مياهها غير صالحة للري.
للبركة اسم آخر إذ يطلق عليها أيضا بركة "جب فرح"، وهي التسمية التي أرفقت بتقرير صادر عن مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية في تل عمارة تحت رقم 476 بتاريخ 7 حزيران/يونيو بعد أخذ عينات منها من قبل المصلحة، وأكد التقرير عدم صلاحية هذه المياه للري.
وأكد مصدر من البلدة رفض الكشف عن اسمه، لموقعنا "إليسار نيوز"، هذه الجريمة مستمرة منذ سنتين، وتم تبليغ رئيس البلدية السابق الدكتور فؤاد حامد، وعمدت البلدية إلى إرسال شرطة البلدية والإمساك بأحدهم بالجرم المشهود وهو يفرغ بئر الصرف الصحي فيها عند منتصف الليل، ولكن الأمر استمر وقام بعدها شخص آخر بهذا الفعل، وقام المزارعون تكرارا بإبلاغ رئيس البلدية السابق والحالي يوسف دحسون، ولم يتم وقف التعدي الحاصل، بل تمادى الجناة أكثر واستمروا بتفريغ هذه الآبار، وأكد المصدر أن مياه الصرف الصحي تنتشر على الطريق العام، ويعمد أصحابها إلى تحويلها إلى البركة.
ولا زالت مياه البركة تستخدم في ري معظم البساتين المزروعة بالخضروات المختلفة والورقية منها، فضلا عن بساتين الفواكه، كما يتم نقل مياهها وبصورة يومية باستخدام صهاريج إلى بساتين أخرى وإلى وجهات غير محددة، وعلى الرغم من مراجعة عدد من المزارعين المعنيين في البلدية، لم يتم وقف هذا التعدي على هذا الملك العام.
وأكد المصدر نفسه لموقعنا "إليسار نيوز"، أن البركة تعج بالحشرات ليلا، وقد أدت لسعات الحشرات إلى العديد من الإصابات لجهة اللسع لدى الأطفال، كما أن الروائح المنبعثة منعت الكثيرين من البقاء خارج المنازل المنتشرة على جوانب البركة وبعضها لا يبعد 5 أمتار عنها، وقد قام البعض من المزارعين بشراء المياه لري مزروعاتهم كونهم يستهلكونها في منازلهم، وخوفا من تلوثها بهذه المياه، ما ترتب عليهم تكاليف إضافية، وبالمقابل فالأشخاص الذين يقومون بتفريغ هذه الآبار الصحية في البركة مباشرة، يقومون بذلك توفيرا لنضحها من قبل الصهاريج لنقلها لمعامل التكرير لقاء مبلغ لا يتجاوز 100 دولار، وبالمقابل يلوثون هذه المياه التي تجمعت خلال الشتاء لري الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي التي تحتوي فضلا عن البراز البشري مياه المنظفات وكميات من المعادن الثقيلة والمسرطنة فيها.
وأمام هذا التعدي السافر، وعدم المبادرة من قبل السلطات المحلية لإجراء المقتضى في هذا المجال، نضع الفيديو والصور المرفقة ومنها تقرير مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية برسم وزارة العدل وخصوصا النيابة العامة البيئية في منطقة البقاع، وزارات البيئة، الزراعة، الداخلية والبلديات، وزارة الطاقة والمياه، وزارة الصحة، وزارة المالية (كون هذا الأمر يشكل اعتداء على الملك العام)، وزارة الإقتصاد ممثلة بمصلحة حماية المستهلك، وجميع المعنيين، للقيام بما يتطلبه الأمر من خطوات لدرء الخطر عن الأهالي، وتغريم الملوّث بما يقتضيه القانون المرعي الإجراء، فضلا عن التوجه لتنظيف هذه البركة وبأسرع وقت ممكن ليتمكن هؤلاء المزارعون من تأمين لقمة عيشهم بصورة كريمة وتوفير المزروعات السليمة للمستهلكين، فضلا عن الدعوة لإيجاد حلول مستدامة لمشكلة الصرف الصحي التي بدأت تشكل أزمة في معظم المناطق وقد تتحول إلى كارثة شبيهة بأزمة النفايات فضلا عن تلويثها للمياه السطحية والجوفية والتربة كما يحصل في هذه البركة وغيرها وفي الكثير من قرانا ومدننا.