على الرغم من أنه أكل خمسة صيصان ودجاجة... أطلق ناشط بيئي "الراكون" إلى البرية!
سوزان أبو سعيد ضو
تمكن الناشط البيئي الأميركي من أصل لبناني مروان أبو سعيد من القبض على حيوان اسمه "الراكون" Raccoon، الذي هاجم "قن" دجاجاته ليلا، وكانت حصيلة هذا الهجوم خمسة صيصان ودجاجة من مجموعة من الدجاج يربيها في حديقة منزله، في منطقة لونغ أيلاند في ولاية نيويورك، وهو حيوان لاحم يقوم باصطياد الحيوانات ليتغذى عليها، ولكنه عاد وأطلقه إلى البرية موثقا هذا الأمر بالفيديو، في رسالة للبنانيين للحفاظ على الحيوانات البرية في لبنان وعدم التنكيل بها.
أبو سعيد: ليس علي أن أقرر حياتها أو موتها!
وفي هذا المجال، قال أبو سعيد لـ "إليسار نيوز": "هاجم هذا الراكون أو غيره الدجاجات ليلا، فهي غريزة هذه الحيوانات، فهي تصطاد طعامها، وقد وجد طريقة للتسلل إلى قن (خم) الدجاج خاصتي، والمسؤولية تقع على عاتقي، فلم أدعم القن جيدا، فقد كنت قد احتفظت بها في بيت زجاجي، كنت أضع فيه بعض النباتات خلال فترة الشتاء، ولكي تبقى الدجاجات دافئة، أبقيتها هناك، وبحكم أرضية البيت الزجاجي الترابية، فقد قامت هذه الحيوانات بحفر التراب والوصول إلى الدجاجات، فهل أعاقب الراكون"، وأضاف: "قمت بتدعيم القن بطريقة لن يستطيع أي حيوان التسلل إليه، وأحتفظ بالفخ قريبا من القن لأقبض على أي حيوان يمكن أن يتسلل إليها، وقد تمكنت من القبض على حيوان يسمى أبوصوم Oppossum وأطلقته أيضا،فنحن في منطقة تقع ضمن مناطق حرجية تعيش فيها هذه الحيوانات، كما يمنع القانون التعدي عليها، ويعاقب على هذا الأمر، وليس هذا هو السبب فحسب، بل أن هذه المخلوقات لديها الحق بالحياة أسوة بجميع الكائنات الحية، وليس علي أن أقرر حياتها أو موتها" وختم قائلا: "أقوم بإفلاتها في غابة بعيدة عن منزلي، وبيئتها متشابهة مع المنطقة التي كانت فيها، ويتوفر فيها الغذاء من نباتات وحيوانات، حيث تكثر في المنطقة أشجار التوت البري التي تتغذى عليها فضلا عن الحيوانات الصغيرة والطيور".
حيوان الراكون
هو حيوان يستوطن أميركا الشمالية، يتراوح طوله بين 40 و70 سم ووزنه بين 5 و26 كيلوغراما، يتميز بمخالب، ووجه كأنه محاط بقناع وذيل طويل مخطط بدوائر سوداء، ويعرف بذكائه، وغذائه متنوع وتشكل اللافقاريات 40 بالمئة منها، والفقاريات 27 بالمئة، والنباتات 33 بالمئة.
وعلى الرغم من أن موائله هي الغابات التي تحتوي مكونات عديدة من غذائه، إلا أنه توسع ليصل إلى السواحل والمناطق الحضرية، وقد وصل إلى أوروبا والقوقاز واليابان وبدأ بالتكاثر هناك نتيجة الهرب من الأسر لدى أشخاص استقدموه إلى تلك المناطق.
في لبنان!
أما ما يحدث في لبنان، وللدقة وفي معظم الأحيان فهو العكس تماما، فقد شاهدنا على مواقع التواصل الإجتماعي عمليات القتل والتنكيل بالحيوانات التي تهاجم المزارع، كما وثق أحدهم عملية التمثيل بثعلب هاجم مزرعة الدواجن الخاصة به، وهذه الحالات هي جزء يسير مما يحدث حقيقة على أرض الواقع والذي لا يتم توثيقه، فحبذا لو تمكنا من تغيير هذا الواقع، وابتدأنا بثقافة نوعية، كي تمكنا من تغيير ثقافة القتل والتعدي على الكائنات الحية إلى ثقافة حمايتها والمحافظة عليها.
لمشاهدة الجزء الثاني على الرابط التالي: