غريتا ثونبرغ ابنة السادسة عشرة تحرج اليمين الأوروبي... وتقود تظاهرة الطلاب العالمية من أجل المناخ ولبنان حاضر فيها!

مشاركة


خاص اليسار

 

سوزان أبو سعيد ضو

بدأت الطالبة السويدية غريتا ثونبرغ إبنة السادسة عشرة مبادرة هي عبارة تظاهرة عالمية للطلاب من أجل المناخ نفذت في آب/أغسطس 2018، وتواظب غريتا في نضالها المستمر، وتغيبت عن مدرستها كل يوم جمعة وفي مناسبات عدة أمام مقار منظمات عالمية في أوروبا، لتصل هذه التظاهرة وبمشاركة الملايين من الطلاب والناشطين حول العالم  (بلغ عددهم بتاريخ 15 آذار/مارس 1.6 مليون شخصا من 133 بلدا) وقد وصلت التظاهرة يوم الجمعة الماضي إلى 125 بلدا وأكثر من 1600 مدينة حول العالم، ومنها بيروت.

 

معاناة شخصية تحولت إلى حركة عالمية

 

فبعد أن هال "غريتا" تغاضي الكثيرين عن القيام بواجباتهم نحو موطننا الأم كوكب الأرض، والهوة الكبيرة بين ما توصل إليه خبراء المناخ من دراسات وبين الخطوات المتخذة من الدول لدرء هذا الخطر الداهم، لتصاب في سن الحادية عشرة بمرض الإكتئاب، وبعدها تم تشخيصها بإصابتها بمتلازمة أسبرجر (وهو نوع من أمراض التوحد) Asperger Syndrome بالإضافة إلى الوسواس القهري  Obsessive-Compulsive Disorder (OCD) ، حيث لا وجود للون الرمادي، كما وصل بها الأمر إلى الخرس الانتقائي Selective mutism، أي التوقف عن الكلام والتحدث، حيث ظلت فترة شهرين ممتنعة عن الطعام والكلام.

توضح "غريتا" عن حالتها: " أتحدث عندما أعتقد أنه ضروري فحسب، فمن يعاني من هذه الحالة، كل شيء لديه تقريبا أسود أو أبيض، فالشخص منا ليس جيدا في الكذب، ولا في هذه الألعاب الإجتماعية التي يمارسها الكثيرون"، وخلصت غريتا إلى: "أعتقد ومن نواح عدة، أننا المصابون بالتوحد الأشخاص الطبيعيين، وبقية الناس غريبين للغاية".

وقد تم ترشيح غريتا من قبل خبراء في القانون لنيل جائزة نوبل للسلام، كما تم ترشيحها مؤخرًا على غلاف مجلة "تايم" TIME العالمية كإحدى رواد الجيل القادم، إلى جانب تسعة أشخاص آخرين اعتبرت المجلة العريقة أنهم "يصوغون مستقبل العالم"، وقالت غريتا لمجلة "تايم" في ستوكهولم ، قبل أسبوعين من الإضراب العالمي:"لا يتعلق الأمر بالتغيب عن المدرسة أو العصيان المدني، إنه يتعلق بالمناخ والأزمة الإيكولوجية ، ويجب على الناس أن يفهموا ذلك".

وفي حديثها مؤخرا، في العاصمة الدنماركية ، كوبنهاغن يوم السبت 25 أيار/مايو عشية انتخابات البرلمان الأوروبي: "إذا قرر الاتحاد الأوروبي مواجهة حالة الطوارئ المناخية المستمرة حقًا وحاول التصرف بالقوة اللازمة، فسيكون لذلك تأثيرا عالميا كبيرا"، مشجعة الناخبين على أخذ أزمة المناخ بعين الاعتبار عند التصويت في البرلمان الأوروبي، ثم في الانتخابات الوطنية الدنماركية التي ستعقد في 5 حزيران/يونيو.

اليمين الأوروبي

ويأتي هذا التوجه لإنتخابات البرلمان الأوروبي من قبل غريتا والناشطين في مجال المناخ، بعد تخوف الكثيرين في أوروبا من تصدر اليمين وأن يتمكن من اجتذاب نسبة كبيرة من اصوات الناخبين، فضلا عن هجوم موجه لشخص غريتا من اليمين الأوروبي، منتقدين حتى صوتها الرتيب Monotone، الذي يبشر بالأهوال وبالـ "قيامة" وفقا لأحدهم، وقد وجد الكثيرون أن انتقاد هذه الطفلة بالشخصي وبمرضها وتلقيبها بـ "الطفلة الغريبة"، هو لعدم وجود أي رد علمي ومنطقي من قبل هؤلاء الأشخاص في اليمين على ما تنادي به.

لم تكتف غريتا بتبني النظام الغذائي النباتي بل أقنعت عائلتها بهذا الأمر، ولا تستعمل غريتا الطائرة، فهي تطبق كل ما تؤمن به، وانتقدت الذين يبادرون إلى المشاركة بتظاهرات ومؤتمرات المناخ العالمية باستعمال الطائرات الخاصة، بأنهم لا يطبقون ما ينظّرون به.

وفي هذا المجال، وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي Economic Forum في دافوس بتاريخ 23 كانون الثاني/يناير) 2019، وبعد رحلة باستعمال القطار استغرقت 32 ساعة، واصلت غريتا حملتها المناخية، ووجهت انتقادها للمندوبين والمشاركين الذين وصلوا مستخدمين الطائرة في 1500 رحلة طيران خاصة، قائلة: "بعض الشركات والأشخاص، وبعض صانعي القرار يعرفون القيم التي لا تقدر بثمن والتي يضحون بها، فمنزلنا يحترق، عليكم أن تشعروا بالرعب، أريدكم أن تشعروا بالذعر الذي أشعر به يوميا، فالبالغون مدينون للشباب ، أعطونا الأمل".

في لبنان

       للمرة الثانية، انضم طلاب من لبنان إلى طلاب العالم في تظاهرة مناخية مطلقين هاشتاغ #beirutclimatestrike، وهاشتاغ #schoolclimatestrike فضلا عن صفحة "الجمعة للبنان المستقبل" Fridays For Future Lebanon على موقع "فيسبوك" وقد وصل مجموع المشاركين من الطلاب في المدارس والجامعات والذين تغيبوا عن مدارسهم وجامعاتهم للمشاركة وناشطين من كافة المناطق اللبنانية في المرتين إلى حوالي 200 شخصا، وقال المنظم لهذا الحدث والممثل الدولي International Contact أندرس سكر Andrés Succar لـ "إليسار نيوز": " نحن نمثل الأشخاص الذين لا يصوتون، تقول غريتا ثونبيرغ إنه لا يوجد أحد أصغر من أن يُحدث فرقًا، وعلى الرغم من ذلك، نقف هنا أمام أقطاب التعليم الذين يدعون الحداثة، ولكنهم في العمل خجولين جدًا، لبنان مرة أخرى في صراع، لكن هذه المرة، يتحد الشباب المتعلم خلف العلم للفوز في هذه المعركة"، وقد دعت الحركة العديد من الوزراء والمسؤولين للمشاركة، ومنهم وزير البيئة فادي جريصاتي الذي اعتذر عن المشاركة لارتباطه باجتماعات الوزراء لأجل إقرار الموازنة، ويأمل الشباب وفقا لسكر بمشاركة واسعة من قبل اللبنانيين من كافة القطاعات والمشارب والمذاهب والخلفيات الثقافية والإجتماعية، فوفقا لسكر: "على الرغم من أنها أزمة عالمية ،إلا أنها تتطلب منا كسر الحواجز التي سبق وضعها، والإستعاضة عنها بأهداف واضحة تجمع الناس، في محاولة حاسمة لتحمل مسؤولية أخلاقية جماعية، للمحافظة وحماية وطننا لبنان وبيئته، ووطننا الوحيد وهو كوكب الأرض".







مقالات ذات صلة