خلال عشرين عاما: زوجان برازيليان يزرعان غابة من مليوني شجرة...ويعيدان التوازن البيئي!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
نتابع في موقعنا "إليسار نيوز" توثيق المبادرات البيئية الهامة، والتي تظهر ما يمكن لبعض الأفراد إنجازه، إن تحلوا بالإرادة والتصميم والمثابرة للوصول إلى نتائج مثمرة بيئيا وتنمويا، وفي هذا المجال، نشر موقع Creapills الفرنسي مقالا لأحد محرريه "توما ر." Thomas R.، ونورد ترجمته في "إليسار نيوز" لأهمية هذه المبادرة، وهي قصة كفاح امتدت على مدى 20 سنة:
وجاء في المقال: "نشارك يوميا صورا لما يقوم به البشر من تدمير للطبيعة، ومع ذلك، سنلحظ في القصة التالية التي توثق تجربة فريدة، أن الإنسان قادر أيضا على اجتراح المعجزات لكوكبنا الجميل، وإصلاح ما يقوم به الآخرون من تدمير لمقومات الحياة، والبيئة، والتنوع البيولوجي".
وقال توما "قصة المصور الصحفي الفرنسي البرازيلي سيباستياو سالغادو Sebastião Salgado تعطي حافزا للجميع بالمبادرة لفعل المثل، فبعد تقاعده من عمله في التصوير الفوتوغرافي التوثيقي، حيث أمضى في هذا المجال أكثر من 30 عاما، خصوصا في ذلك الوقت، وبالتحديد بعد عودته من مهمة في شرق إفريقيا حيث كان يوثق فظائع الإبادة الجماعية في رواندا".
وأضاف: "نتيجة لهذه التجربة المؤلمة، وبعد عودة سالغادو إلى البرازيل إلى مزرعة أسرته في ميناس جيرايس، وهي منطقة ارتبطت بذاكرته بأنها مركز لغابة مطيرة مورقة، لكن لسوء الحظ، فوجئ بها وقد دمرتها آليات إزالة الغابات، ولم يتبق في ذلك الوقت سوى 0.5 بالمئة من الأشجار في مساحة هذه الغابة البالغة 710 هكتار تقريبا (الهكتار 10 آلاف متر مربع) ، الأسوأ من ذلك، أن الحياة البرية قد اختفت".
وكتب توما "وشرع سيباستياو مع زوجته ليليا، في مشروع كبير: إعادة زراعة الغابة بأكملها، ولدعم هذه القضية التي بدت مستحيلة، أنشأ الزوجان في عام 1998 معهد Instituto Terra ، وهي منظمة بيئية مكرسة للتنمية المستدامة، واستغرق مشروعهما أكثر من 20 عاما، لكن الزوجين، بمساعدة من الجمعية، قاما بتحويل هذه الأرض القاحلة والعدائية إلى غابة يمكن اعتبارها جزءا من الفردوس الذي كان موجودا في الماضي".
ولفت توما إلى أنه "اليوم، استعادت الطبيعة حقوقها وألقها؛ وبدأت الحيوانات والنباتات تعود من جديد، وهذه الغابة المورقة تتكون حاليا من 2 مليون شجرة، وتضم 293 نوعا من الأشجار و172 نوعا من الطيور و33 نوعا من الثدييات و15 نوعًا من البرمائيات والزواحف، وإلى جانب الحيوانات والنباتات، كان للمشروع تأثير كبير على النظام البيئي والمناخ، بالإضافة إلى إعادة إدخال النباتات والحيوانات في المنطقة، فقد ساعد ذلك على استعادة مصادر المياه بعد جفافها، ما كان له تأثيرا إيجابيا على درجات الحرارة المحلية".
وتابع توما: "هذا المشروع الرائع يثبت أنه، حتى لو كان الإنسان معروفًا بقدرته على تدمير كل شيء، يمكنه أيضًا إظهار الحس السليم والطموح لمشاريع أفضل، هي قصة جميلة لنشاركها مع الجميع وتستحق أن تكون معروفة على نطاق واسع!".
وإذ نورد هذه القصة، نأمل في "إليسار نيوز"، أن تكون حافزا لنا ولجميع البيئيين للقيام بمبادرات ولو صغيرة، ولكن بفعل تراكمي لهذه المبادرات، يمكن أن تنعكس إيجابا على البيئة وكائناتها والمناخ في بلادنا.
المصدر: Instituto Terra
تصوير: Wanderson Costa