إبداعات الطبيعة... مرصد طيور العقبة في الأردن وثق نوعا من الطيور قادرا على التأقلم مع درجات الحرارة العالية

مشاركة


البيئة تنوّع بيولوجي

 

سوزان أبو سعيد ضو

تتكيف الطبيعة وكائناتها مع تغيرات المناخ وكذلك مع التعديات المختلفة، وتدهشنا الكائنات الحية بابتكارات عنوانها الحكمة، والتي تتجلى بتأقلمها مع ظروف متجددة لجهة الإحترار المناخي والتلوث وغيرهما من التحديات، ومنها هذا المثال من الأردن الذي شاركنا فيه "مرصد طيور العقبة".

فقد قام الباحثون المتخصصون في علم الطيور في "مرصد طيور العقبة" التابع لـ "الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في المملكة الاردنية الهاشمية" برصد طريقة تكيف أحد انواع الطيور مع ارتفاع درجات الحرارة خلال موسم التكاثر، وفي ظاهرة طبيعية ملفتة للأنظار، تقوم بعض أنواع الطيور بالتكيف مع ظواهر تقلب الطقس بطريقة إبداعية، ما أدهش الباحثين وكل مراقب أو متابع للفيديو المرفق.

وقال الباحث في مجال الطيور ومدير المرصد المهندس فراس رحاحله لـ "إليسار نيوز": "هذا النوع يدعى الزقزاق شوكي الجناح واسمه العلمي Vanellus spinosus يقوم بتشكيل عشه من مادة وحيدة هي الرمل، دون الحاجة لوجود أي مادة أخرى، وخلال ارتفاع درجات الحرارة إلى حدود قد تفوق 35 درجة مئوية، فإن درجة حرارة رمال العش تزيد بنحو أكبر بكثير عن درجة الحرارة المثلى اللازمة لتفقيس البيض، لذا يتناوب الذكر والأنثى بتبريد العش وبطريقة مبتكرة، وذلك من خلال تغطيس ريش صدورها بالمياه، ليقوموا بعدها بحضن البيض ما يعمل على تبريدها لتصل حرارتها الى معدل الحرارة الملائمة للتفقيس".

السياحة البيئية

وأضاف رحاحله: "من الجدير ذكره، أن مرصد طيور العقبة، هو من المناطق الهامة للطيور على مستوى المملكة، وعلى مستوى المنطقة والعالم، نظرا لوقوعه بمنطقة استراتيجية على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور المحلقة في العالم، وضمن منطقة عنق الزجاجة التي تربط بين قارتي آسيا وافريقيا على رأس خليج العقبة، فهذه المنطقة تعد آخر استراحة للطيور، قبل دخولها لأفريقيا من خلال صحراء سيناء، كما أنها أول استراحة لها عند عبورها لآسيا من بوابة سيناء".

وأشار إلى أن "الدراسات المسحية المتكررة لأنواع الطيور في مرصد طيور العقبة، تثبت الأهمية الكبيرة التي يمتكلها هذا الموقع، فقد وثق في سجلاته للسنوات العشرة الاخيرة، ما يزيد عن 245 نوعا من الطيور، تشكل بمجموعها ما يزيد عن 55 بالمئة من مجموع الأنواع المسجلة في المملكة الاردنية الهاشمية بشكل عام، لذا فقد قامت الحكومة الاردنية ممثلة بسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وبالشراكة مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بتطوير هذا المكان وتأهيله وترويجه كمنطقة سياحية بيئية متخصصة في مراقبة الطيور، مستفيدة من الخبرات الكبيرة التي تمتلكها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في حماية التنوع الحيوي والاستفاده منه ضمن الخطط السياحية من خلال نهج لا يؤثر على مبادئ الحماية، والذي يعزز بدورة النمو الاقتصادي للدولة من خلال السياحة البيئية التي تنمو بشكل كبير في المملكة وحول العالم".

إعادة التوازن الطبيعي وحماية الأنواع

ومن جهتنا في "إليسار نيوز"، وعملا بمبدأ الإضاءة على عجائب الطبيعة وحكمة الأنواع المختلفة بالتأقلم مع التحديات البيئية، فضلا عن كافة المبادرات والمشاريع المختلفة في مجال الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، وبالتعاون مع مرصد العقبة للطيور المهاجرة، فسنورد ما يشاركنا به المرصد من توثيق بالفيديوهات والصور، تظهر ما يمكن للإرادة والمثابرة والطموح التوصل به إلى إعادة التوازن الطبيعي وحماية الأنواع والحفاظ على الموائل وكائناتها المختلفة.

مصدر الفيديو والصورة: مرصد طيور العقبة







مقالات ذات صلة