"شكرا" من منى خليل إلى وزير البيئة فادي جريصاتي
فاديا جمعة
لا نبالغ إذا قلنا انها "أيقونة البيئة" أو "حارسة الشاطئ" و"حامية المتوسط" من على شاطئ المنصوري في جنوب لبنان، ولكن نعلم أنها تترفع عن الألقاب، فهي منى خليل السيدة التي مارست العمل البيئي بعيدا من الصالونات، وساعة يجرؤ إنسان على تقديم نفسه باسمه مجردا، فساعتئذ يكون قد تخطى الألقاب وإن كانت تسحقه.
لن نقول إن منى خليل كرمتها الدولة بمنحها وسام، أو زارها مسؤول مستطلعا "حمى المنصوري"، فهذا لا يعنيها في شيء، همها أن تستقبل سلاحف البحر لتوفر لها ملاذا آمنا وترعي في ما بعد بيوضها إلى أن تفقس فتخرج صغارها وتطلقها بفرح في عالمها، في البحر، ولترسخ القيم البيئية عبر الإطلال على مفهوم الاستدامة وحماية التنوع البيولوجي.
جريصاتي يتصل
فوجئنا اليوم بما كتبته السيدة خليل على صفحتها في موقع "فيسبوك"، بعد أن تلقت اتصالا من وزير البيئة فادي جريصاتي، فقالت: "تسعة عشر عاما وأنا في حمى المنصوري، أدافع عنه، أحمي سلاحف البحر، أدافع عن هذا الشاطئ حرصا على بيئة بلدي، تسعة عشر عاما وأنا في حاضرة العمل إلى جانب متطوعين، من أجل أن يبقى لشاطىء المنصوري هذا المدى الساحر، وكي لا يحتله "الاسمنت" ويقضي على التنوع البيولوجي في منطقة نريدها واحة نكرس من خلالها مفهوم السياحة المستدامة، أو السياحة الخضراء.
تسعة عشر عاما مضت، ولم ألقَ اهتماما يرقى إلى ما أطمح إليه وأعمل في سبيله، لكن اليوم، وبعد هذه السنوات الطويلة، تلقيت اتصالا كان بمثابة المفاجأة لي وسرعان ما علمت بأنه من وزير البيئة الجديد الأستاذ فادي جريصاتي، الذي لم يمض على تسلم مهامه أيام قليلة، ليقف على ما أثير مؤخرا بالنسبة لحمى المنصوري وما يتعرض له من تعديات وفاجأني بإطلاعه على ملف الحمى ومتابعته له واهتمامه به.
هذا الاتصال، بغض النظر عن أي اعتبار آخر، رد لي الروح، ومدني بالأمل حين أكد الوزير أنه سيعمل على صون الحمى وأنه سيقوم بزيارتي في أقرب وقت..
اشعر بطاقة إيجابية اليوم واتمنى من الوزير الجديد أن يكون على قدر آمالي وما يستحقه اللبنانيون.
شكرا فادي".
بدورنا نقول شكرا لوزير البيئة، وهكذا نكرم من تتلمذنا على أيديهم ونهلنا من معارفهم لنكون أوفياء كما منى خليل لوطنها انطلاقا من البيئة وما تمثل من قيم إنسانية أولا، وأخلاقية ثانيا.