العلاج الحلو المر...مضار الأسبرين تفوق فوائده!

مشاركة


صحة وجمال

رصد وترجمة: "إليسار نيوز" Elissar News

وجدت دراسة تحليلية حديثة أن مضار تناول حبة يومياً من الأسبرين للوقاية من الاصابة بالجلطات القلبية والدماغية، تفوق منافعها.

فلطالما وُصف الأسبرين بهدف منع النوبات القلبية، والجلطات على أنواعها، كما بينت دراسات عدة آثاره الوقائية من بعض أنواع السرطانات، ونتيجة لهذا، التزم بعض الناس بشدة، بتناول الحبوب التي تحتوي على جرعات قليلة من الأسبرين بعد الطعام يوميا ، إذ لا يجوز تناوله على معدة فارغة.

لكن وبعد دراسة معمقة تحول هذا العقار من صانع للمعجزات إلى عقار يتسبب بمشاكل في الجهاز الدوري (الدموي) وقد يتسبب بالنزيف.

فقد نشرت الجمعية الطبية الأمريكية JAMA تحليلاً إحصائياً Meta analysis Study جمع نتائج عدد 13 تجربة علمية وشمل 164.255 شخصا، للحصول على استنتاجات حاسمة أكثر، لم تكن لدى هؤلاء الأشخاص أي مشاكل سابقة في أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد خضع هؤلاء الأشخاص لمتابعة بمعدل 6 سنوات، وكانوا يتناولون الأسبرين أو العلاج الوهمي يومياً.واتضح أن خطر تسبب الأسبرين بنزيف داخلي يشكل احتمالية مماثلة أو أكبر من فوائده في الوقاية من النوبات القلبية والجلطات.

فقد ثبت ذلك من خلال النتائج بأن 5.71 من كل 1000 شخص تناولوا الأسبرين أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية كل عام - مقارنة بـ 6.14 في كل 1000 شخص لم يتناولوا هذا الدواء.

وتبين  أيضا أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون الأسبرين، كانت نسبة الإصابة بالنوبات القلبية اقل بـ 11 بالمئة،بالمقابل  كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة نزيف حاد في المعدة، أو المخ، أو الأمعاء بنسبة 43 بالمئة، ومن الجدير ذكره أن الباحثين لم يجدوا أي تأثير للدواء على السرطان.

كما تبين أنه بينما نجح الأسبرين بتجنيب الاصابة بجلطة قلبية واحدة لكل 120 شخصا، أصيب واحد من 73 بنزف معوي أو معدي خطير خلال الفترة نفسها.

وقال الدكتور الزميل الأكاديمي والسريري في طب القلب بكلية الملك في لندن Kings College London شون تشينغ Sean Zheng، إن "تناول الأسبرين يومياً لا يمكن أن يوصى به للأشخاص الأصحاء"، لكنه أشار إلى أنه "ما زال من الممكن أن يوصف للأشخاص الذين يعانون خطراً عالياً للإصابة بنوبة قلبية أو جلطة، مثل المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري، مع اعتبار خطر حدوث نزيف"، وأضاف: "يتطلب استخدام الأسبرين نقاشاً بين المرضى وأطبائهم، في ظل معرفة أن الفوائد المحتملة القليلة يقابلها خطر حقيقي بالنزيف الحاد".

وتعكس هذه النتائج معدل احتمالات حدوث نزيف أو نوبات قلبية بين المرضى في كل التجارب والأبحاث السابقة.

وتمت دراسة نسب الخطورة باستخدام متغيرات وعوامل عدة مثل السن، وضغط الدم، ومستويات الكولسترول، والسجل السابق للتدخين، فضلا عن الحالات الصحية مثل الإصابة بمرض السكري.

أما بالنسبة للفئات بين سن 60 و69 عاماً ولديهم خطر التعرض لمشكلات في القلب والأوعية الدموية بنسبة 10 بالمئة أو أكثر، اعتبر الفريق أن هذا القرار شخصي.

يذكر ان العديد من الأطباء يوصون بتناول حبة واحدة من الأسبرين (75 ملغ) يوميا للوقاية بالنسبة للأشخاص الذين ليس لهم تاريخ سابق بالاصابة بالجلطات القلبية والدماغية، ولكنهم يعانون من عوامل ترجح الاصابة كارتفاع ضغط الدم او السمنة المفرطة.

والأسبرين يتسبب في زيادة سيولة الدم، حتى مع الجرعات الصغيرة بين 75 و100 ملليغرام، ويتكون هذا التأثير في دقائق قليلة، ولكنه يستمر بعد ذلك نحو أسبوع، لذا يوصي الأطباء كل من يحتاج تدخلا جراحيا ولو بسيطا، في جراحات الفم مثلا إخبار الطبيب عن الجرعة التي تناولها، بهدف اتخاذ التدابير اللازمة، وعادة ما يوصى بالتوقف عن تناول الأسبرين قبل 10 أيام إلى أسبوعين على الأقل قبل أي جراحة.

المصادر: Medscape، الغارديان، ووكالات







مقالات ذات صلة