هل تنجح الصين باستيطان القمر بعد نجاحها في إنبات أول بذور على سطحه!

مشاركة


خاص اليسار

سوزان أبو سعيد ضو

أعلنت الصين عن نجاح أول تجربة بيولوجية على سطح القمر وتمثل ذلك في إنبات بذور قطن في عبوة معدنية خاصة  داخل المسبار "تشانغ ايه 4" Chang\e 4.

وقامت صحيفة الشعب اليومية the People\s Daily، وهي الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الحاكم في الصين ، على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" صورة لبذور قطن نابتة مع نص توضيحي جاء فيه "إكمال التجربة البيولوجية الأولى للبشرية على سطح القمر".

محيط حيوي مصغر

ومن المتوقع أن تظهر أول ورقة للبذرة قريبا، وتحاول الصين تشكيل محيط حيوي مصغر  mini biosphere ، فقد حملت المركبة الفضائية الصينية علبة معدنية مختومة تحتوي على بذور البطاطا، وبذور زيتية من نوع oilseed rape seeds وبذور القطن ونبات الأرابيدوبسيس Arabidopsis وذبابة الدروسوفيلا drosophila melanogaster والخميرة، فتولد النباتات الأوكسجين والمواد الغذائية للأشياء الحية الأخرى، بهدف الاستهلاك، فذبابة الفاكهة كـ "مستهلك" consumers  والخميرة تعتبر كـ "محللات"، وهي أي ذبابة الفاكهة والخميرة تولدان ثاني أوكسيد الكربون من خلال استهلاك الأوكسجين الناتج عن عملية التمثيل الضوئي للنباتات، بالإضافة إلى ذلك، فإن الخميرة يمكنها أن تعمل على تحلل بقايا النباتات وذبابة الفاكهة وتنمو، ويمكنها أيضا أن تكون بمثابة غذاء لذبابة الفاكهة، ومع هذه الدائرة الحيوية المتكاملة، يتم تشكيل محيط حيوي صغير يضم المنتجين والمستهلكين والمحللات، وفقا لجامعة "تشونغتشينغ" the Chongqing University على صفحتها الخاصة.

جامعة "تشونغتشينغ"!

وقد تم اتباع متطلبات صارمة لاختيار الأنواع المدرجة في عبوة الاختبار، وبما أن الموارد الموجودة في "الخزان" قليلة جدًا، ولا توجد مساحة كبيرة للحيوانات والنباتات فيها، فالمعيار الأول لاختيار "الركاب" هو أنه يجب أن تكون "صغيرة الحجم"، ثانيا، بالنظر إلى الجاذبية المنخفضة والإشعاع القوي والفرق الملحوظ في درجات الحرارة على سطح القمر، يجب أن تكون الحيوانات والنباتات المختارة قادرة على تحمل درجات الحرارة العالية والحرارة المنخفضة، وتكون مقاومة للإشعاع والمؤثرات الأخرى.

وقد اضطلعت جامعة "تشونغتشينغ" بعدد من المهام الوطنية بما في ذلك تصميم مخطط شامل للمركبات الخاصة بالفضاء، واستخدام الموارد الطبيعية على سطح المريخ وبالتعاون مع مؤسسات البحوث الفضائية، ومع مركز استكشاف الفضاء، ووزارة التعليم كمنصة، وتشمل التخصصات المشاركة في هذا المجال، ميكانيكا الآليات machinery، والبيولوجيا  (علم الأحياء) biology، وعلم البيئة environment، والفضاء aerospace، والتحكم الآلي automatic control.

ونقل عن البروفيسور شيه جينجشين Xie Gengxin، كبير مصممي التجربة ، قوله في صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" the South China Morning Post: "لقد أخذنا بعين الاعتبار إمكانية البقاء على قيد الحياة في الفضاء في المستقبل".

مركبات فضائية أخرى!

وتشمل مهام "تشانغ ايه-4" بالإضافة إلى الرصد الفلكي وعملية مسح تضاريس وتكوين الصخور على القمر، قياس للإشعاعات النيترونية والذرات المحايدة ودراسة البيئة المحيطة على الجانب الأبعد من القمر.

وأشار البروفسور وو يانهوا Wu Yanhua، نائب رئيس إدارة الفضاء الوطنية الصينية China National Space Administration  CNSA ، في مؤتمر صحفي إلى خطط الدولة بعدة بعثات أخرى على القمر.

وتأمل الصين أن يتم إطلاق مسبار "تشانغ إيه 5"،  Chang\e 5  هذا العام المكلفة بإعادة عينات من القمر إلى الأرض بعد المرة الأولى منذ سبعينيات القرن الماضي.

وقال وو "ما زال الخبراء يناقشون ويتحققون من جدوى المشاريع اللاحقة" ، لكنه أكد أنه ستكون هناك ثلاث بعثات أخرى بعد تشانغ ايه 5".

ووفقا لوو ، فإن مهمة تشانغ إيه 6  هو جمع عينات من القطب الجنوبي للقمر، وسيتم تصميم البعثات في وقت لاحق لإجراء مسوحات للمنطقة المحيطة بهذه المنطقة البعيدة.

وهناك خطط عدة أيضا لبعثات، لاستكشاف إمكانية بناء قاعدة لأبحاث على سطح القمر، ربما باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.

فهل تنجح الصين باستيطان القمر والفضاء، بعد نجاحها في هذه التجربة، فالأيام ستحكم على هذا الأمر!

المصادر: the People\s Daily، Interesting Engineering

 







مقالات ذات صلة