ارتفاع عدد ضحايا تسونامي إندونيسيا إلى 429!

مشاركة


عربي ودولي

رصد وترجمة: "إليسار نيوز"

أصدرت "الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث"National Agency for Disaster Management في إندونيسيا ارتفاع حصيلة ضحايا كارثة التسونامي الناجمة عن اتفجار بركان "آناك كراكاتو" Anak Krakatau إلى 429 على الأقل، في حين أصيب 1458 شخصا آخرين وفقا للوكالة.

أمواج قاتلة!

وكانت الوكالة الجبولوجية قد رصدت انفجار بركان آناك كاركاتو عند الساعة التاسعة وثلاث دقائق بالتوقيت المحلي لأندونيسيا من يوم 23 كانون الأول/ديسمبر، تبعته أمواج تسونامي عملاقة، ضربت السواحل المحيطة بـ"مضيق سوندا" Sunda Strait  في الساعة 21:30 بالتوقيت المحلي (14:30 بتوقيت غرينتش) ، وصولا إلى شرق جزيرة سومطرة وغرب جزيرة جاوة، خلال أيام العطلة الأسبوعية، مع عدد قليل من إشارات الإنذار، ويعتقد أن النشاط البركاني قد تسبب في حدوث انهيارات أرضية تحت سطح البحر، والتي أدت بدورها إلى تكوين هذه الأمواج القاتلة.

ولم تنحسر مياه البحر كما يحدث مع تسونامي الزلازل، ويقول الخبراء إنه حتى لو كانت هناك عوامات تحذير بالقرب من البركان، لكانت فترة التحذير ضئيلة.

وتقول الوكالة إن 154 شخصا ما زالوا مفقودين، في حين نزح أكثر من 16 ألف شخص من منازلهم ومدنهم.

وقد تم تحذير السكان الساحليين بالقرب من البركان بضرورة الابتعاد عن الشواطئ، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حدوث تسونامي جديد، وقد انفجر Anak Krakatau  مرة أخرى يوم الأحد الماضي، قاذفا الرماد والدخان.

والتقطت طائرة مستأجرة فيديو يظهر حجم الحدث البركاني في مضيق سوندا، بين سومطرة وجاوة.

وتعيق الطرق المغلقة جهود الإنقاذ، لكن يتم نقل معدات الرفع الثقيلة إلى المناطق المتضررة للمساعدة في البحث عن الضحايا.

تحذيرات إضافية

وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في مؤتمر صحفي يوم الاثنين الماضي،

سوتو بو بورو نوغروهو Sutopo Purwo Nugroho أن:"تسونامي آخر كان محتملاً بسبب استمرار الانفجارات البركان"، وأضاف:"التوصيات الصادرة عن وكالة الأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزياء هي أنه يجب على الناس عدم القيام بأنشطة على الشاطئ والابتعاد عن الساحل هذه الفترة".

وقد ظهر بركان Anak Krakatau ، عام 1927 وتشكل من الحفرة الناتجة إثر انفجار فوهة كراكاتوا في عام 1883، وشهد نشاطا متزايدا في الأشهر الأخيرة مع مطالبة السلطات الناس بتجنب المنطقة المحيطة بالفوهة.

وقد تابع سوتو يوم الاثنين وضع سلسلة من التغريدات تشرح لماذا لم يكن هناك إنذارا مبكرا لهذا التسونامي، وقال إن "نظام الإنذار المبكر في إندونيسيا مصمم لرصد الزلازل، ولكن ليس الانهيارات الأرضية التي تحدث تحت سطح البحر، والانفجارات البركانية التي يمكن أن تولد موجات قاتلة".

ولكنه أضاف أنه "مع وجود 13 بالمئة من براكين العالم في إندونيسيا وحدها، كان من الضروري أن تطور البلاد مثل هذا النظام".

حوادث سابقة

وإندونيسيا معرضة لأمواج تسونامي لأنها تقع على حلقة النار Ring of Fire، وهو خط الزلازل المتكررة والانفجارات البركانية التي تضرب شواطئ المحيط الهادئ بأكملها.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، لقي أكثر من 2000 شخص حتفهم عندما ضرب زلزال قوي قبالة سولاويزي بوسط إندونيسيا، ما أدى إلى كارثة تسونامي اجتاحت مدينة بالو الساحلية.

وفي 26 ديسمبر/كانون الأول 2004، أدت سلسلة من الأمواج العاتية الناجمة عن زلزال قوي في المحيط الهندي إلى مقتل 228،000 شخص في 13 دولة، معظمهم في إندونيسيا، ومع ذلك ، فإن تسونامي الناجم عن النشاط البركاني مثل هذا أقل حدوثا.

أما في أغسطس 1883، فقد تعرض جبل كراكاتوا لواحدة من أكثر الانفجارات البركانية عنفا في التاريخ، وأدت موجات التسونامي الضخمة ذات الموجات التي تصل إلى سرعة 41 ميل إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص، وقتل الآلاف نتيجة الرماد الساخن.

وقدرت هذه الانفجارات بأنها تعادل 200 ميغا طن من مادة "تي إن تي" TNT، أي حوالي 13000 ضعف عت الإنفجار النووي للقنبلة التي سقطت على هيروشيما في عام 1945، وقد سمعت الانفجارات على بعد آلاف الكيلومترات، وأدت إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1 درجة مئوية في العام التالي، وأدى هذا الأمر إلى اختفاء الجزيرة البركانية تقريبا.

دراسة سابقة

وأكد سوتو أنه "لم يكن هناك نظام إنذار مسبق للتسونامي في ليلة الكارثة،" مضيفا أنه "بسبب نقص الأموال، لم يكن هناك أي نظام تشغيلي للتحذير من تسونامي منذ العام 2012 بسبب العوائق التي تعرضت لها العوامات الخاصة بهذه الأجهزة والأعطال التقنية".

وقد تنبأ العالم الجيولوجي رافاييل باريس في دراسته في العام 2012 بانهيار جزء من Anak Krakatau وما أعقبه من تسونامي، وكان قد قال: "هناك شكوك كبيرة حول استقرار المخروط البركاني الآن، واحتمالية الانهيارات المستقبلية والتسونامي ليستا ضئيلتين".

المصدر: BBC، CNN ووكالات.

 

 







مقالات ذات صلة