لمصلحة من استهداف "الناقل الوطني"؟... وزارة مكافحة الفساد ترشق شجرة الميدل إيست المثمرة!
فاديا جمعة
تلقفنا بفرح يفوق الوصف ما صدر اليوم وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد، وما يغبطنا في ما قالت وصرحت أنه توفرت لديها معلومات مفادها ان شركة طيران الشرق الأوسط (الميدل إيست) بشخص رئيس مجلس إدارتها، تنوي توقيع بروتوكول شراء عدد من الطائرات والمحركات النفاثة، عليه، تدعو الوزارة مجلس إدارة الشركة للكشف عن مضمون العقد المذكور إضافة إلى جدول أسعار مفصل لما سيتم شراؤه، كما وبيان الأسعار التي تقدمت بها كافة الشركات المشاركة في المناقصة إلا إذا كان الشراء سيتم بالتراضي. فلا بد أن يتضمن هذا الإعلان تحديدا واضحا لآلية التمويل كما وللجدوى الاقتصادية من هذه العملية، خاصة أن المبالغ التي ستدفع باهظة للغاية في فترة ضيق وانكماش تمر بها المالية اللبنانية عامة".
وأشارت الوزارة المستحدثة لترسيخ الفساد لا اجتثاثه إلى أن توظيف مبالغ بهذا الحجم يستوجب أخذ الحيطة والحذر وإجراء دراسة دقيقة مع احترام الشفافية المطلقة وألا تكون عملية الشراء محصورة بشخص واحد بل بلجنة تتمثل فيها وزارتا المال والأشغال بغية اتخاذ القرار المصيري الصحيح".
كنا نتمنى أن تتحرك وزارة مكافحة الفساد في المواقع الصح، وترك "شركة طيران الشرق الأوسط" وبشخص رئيس مجلس إدارتها المهندس محمد الحوت بشأنها، وأن تتطلع إلى ما ينفع في مواجهة الفساد المتأصل في وزارات ومؤسسات الدولة السائبة والمسيبة، لا سيما تلك التي تكبد الدولة خسائر بمليارات الدولارات، لا تلك التي حققت أرباحا ونموا فاق التوقعات.
وتجدر الإشارة إلى أن موقف الوزارة جاء غير منفصل عن استهداف الناقل الوطني، وثمة ما يوحي بأن هناك توجها لتحجيم الشركة ومصادرتها لصالح قوى سياسية تريد الاستئثار بكل شيء، لا نعلم لماذا لا تتطلع وزارة مكافحة الفساد إلى مواضع الفساد الحقيقية؟
وبناء عليه، يمكن تحميل المولجين تشكيل الحكومة توصية باستحداث وزارة يكون دورها مراقبة وزارة مكافحة الفساد، وتدلها أين الفساد الذي لا بد من مواجهته، وأنه من غير المقبول رشق الشجرة المثمرة بحجارة الفساد والغِلّ الدفين!