ما هو مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز"... وطرق الوقاية منه؟
سوزان أبو سعيد ضو
سوزان أبو سعيد ضو
يعتبر مرض نقص المناعة المكتسب Acquired immune deficiency syndrome أو "الإيدز" AIDS مجموعة من الأعراض المترافقة مع الإصابة المتقدمة للإنسان بفيروس نقص المناعة البشرية Human immunodeficiency virus والذي يعرف اختصارا بـ HIV، وهذا الفيروس يهاجم جهاز المناعة وهو الدفاع الطبيعي للجسم ضد المرض، وإن ترك دون علاج يقلل كفاءة وفعالية الجهاز المناعي، لدرجة أن إصابة المريض المصاب بهذا الفيروس بأمراض تضعف مقاومته للعدوى ما قد يؤدي إلى الوفاة.
تمهيد
فيروس نقص المناعة البشرية يهاجم خلايا خاصة في جهاز المناعة، إذ يدمر الفيروس نوعا من خلايا الدم البيضاء في الجهاز المناعي المسمى الخلايا التائية المساعدة T-helper، ويصنع نسخًا منه داخل هذه الخلايا، ويشار أيضا للخلايا التائية المساعدة بخلايا CD4.
وبينما يدمر فيروس نقص المناعة البشرية خلايا CD4 أكثر وينتج المزيد من النسخ لنفسه ويهاجم خلايا أخرى، فإنه يضعف تدريجياً جهاز مناعة الشخص، وهذا يعني أن أي شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، ولا يأخذ العلاج المضاد للفيروسات الرجعية antiretroviral treatment، سيجد صعوبة أكبر في محاربة الأمراض والالتهابات.
وإذا ترك المريض بدون علاج، فقد يستغرق الأمر 10 إلى 15 سنة والمعدل العام العالمي هو 11 سنة، حيث يتضرر جهاز المناعة بشدة بحيث لا يعود بإمكانه الدفاع عن نفسه على الإطلاق، ومع ذلك ، يختلف معدل تقدم فيروس نقص المناعة البشرية باختلاف العمر والصحة العامة وأمور أخرى.
ويصف مرض الإيدز مجموعة من الأعراض والأمراض التي تحدث في المرحلة الأخيرة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وهي تختلف من مريض لآخر وإذا تركت دون علاج، فقد تؤدي للوفاة.
وقد استطاع التقدم في الطب من إحراز تقدم ملموس في السيطرة على فيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، إذ أصبح صاروا قادرين على التصدي لتطورات المرض وأعراضه لسنوات طويلة دون أن يصل وضعهم إلى مرحلة الخطر، ومع ذلك، ما زال هناك الكثير من المغالطات والخرافات حول هذا المرض.
تاريخيا
ومن جهة أخرى، فقد كان لفيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز أثر كبير على المجتمع، سواء كمرض أو كمصدر للتمييز، كما أن للمرض آثارا اقتصادية كبيرة، وهناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول الفيروس والمرض، وقد أصبح المرض خاضعًا للعديد من الخلافات التي تشمل العقائد والأديان بما في ذلك موقف الكنيسة الكاثوليكية وذلك بعدم دعم استخدام الواقي الذكري كوقاية، كما وقد اجتذب اهتمامًا طبيًا وسياسيًا عالميًا بالإضافة إلى تمويل واسع النطاق منذ أن تم التعرف وتحديده في الثمانينيات من القرن الماضي، كما وأن هناك حملات دعم واسعة للمصابين بالمرض، وشتملت على شريط أحمر، يضعه المشاركين في مكان ظاهر على ثيابهم أو مشاركاتهم في الحملات المختلفة وعلى وسائل التواصل الإجتماعي، وهو رمز للتضامن مع الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والذين يعيشون مع مرض الإيدز.
ومنذ اكتشافه في العام 1981، توفي نتيجة لهذا المرض 35 مليون شخص، ومنذ العام 1988 يحتفل في الأول من كانون الأول/ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لمكافحة الإيدز على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لهذا المرض حتى يومنا هذا.
طرق الإنتقال
أما طرق انتقال فيروس الإيدز فمتعددة، إذ ينتقل بالاتصال بصورة مباشرة بين الأغشية المخاطية أو مجرى الدم، وبين السوائل الجسدية المختلفة مثل الدم عبر الحقن الملوثة بالفيروس وعملية نقل الدم وأدوات الحلاقة الملوثة أو سوائل الجسم العديدة مثل السائل المنوي للرجل أو السائل المهبلي للأنثى من خلال مختلف أنواع الإتصال الجنسي غير الآمن أو من الأم لجنينها أو عن طريق حليب الرضاعة، ولكن لا ينتقل الفيروس عبر البول أو الدموع أو اللعاب.
وبهدف الحماية من الإصابة بهذا المرض، يعتبر استخدام الواقي الذكري الخارجي Condoms أو الواقي الذكري الداخلي (أو الأنثوي) أثناء ممارسة الجنس هو أفضل طريقة للوقاية من هذا الفيروس وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً.
وإذا كنت تقوم باستعمال الحقن (المخدرات)، فاستخدم دائمًا إبرة ومحقنة نظيفة، ولا تشارك الحقنة أبدًا.
وإذا كانت المرأة حامل، وتعيش مع فيروس نقص المناعة البشرية ، يمكن أن ينتقل الفيروس في الدم إلى جسم الطفل، أثناء الولادة أو بعد ذلك من خلال الرضاعة الطبيعية، لكن علاج فيروس نقص المناعة البشرية بشكل يصبج غير قابل للكشف في الفحوصات المخبرية يزيل هذا الخطر.
معلومات مغلوطة
هناك الكثير من المعلومات الخاطئة حول هذا المرض، ويعتقد الناس يعتقدون أن فئات معينة هي المعرضة للإصابة بالفيروس فقط، مثلا بمثليي الجنس أو من يقيمون علاقات متعددة، لكن هذا الأمر ليس دقيقا، خصوصا من يستعمل أساليب الوقاية الآنفة الذكر.
فقد ينتقل المرض نتيجة علاقة جنسية مع شخص واحد، مع احتمال انتقال العدوى عن طريق الشريك أو استخدام أدوات حادة كالشفرات وطبية، كما يولد أطفال وهم يحملون الفيروس، وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد سنوات، لذا من الضروري متابعة الفحوصات المخبرية للكشف عن الإصابة بالفيروس.
ولا تعني الإصابة نهاية الحياة، بل كلما بدأ المصاب بالعلاج مبكرا تتحسن نوعية الحياة، ويعيش المريض حياة طبيعية، وإن كانت نسبة الفيروس غير قابلة للكشف بالفحوصات المخبرية فلا ينقل المصاب الفيروس.
كما أظهرت الدراسات أن الرجال غير المختونين عرضة أكثر للإصابة بهذا المرض، خصوصا إن كان شركاؤه الجنسيين من الجنسين، لذا من المفضل إجراء عملية الختان لتقليل هذا الخطر.