التلوث يغزو محطة الطيبة جنوبا... هل يسرِّع القضاء عجلة المحاسبة!
فاديا جمعة
مع غياب المحاسبة وعدم مسارعة القضاء المختص لمواجهة المخالفات وما تتسبب به من استمرار التلوث في نهر الليطاني، وعلى الرغم من أن هذه القضايا التي يفترض النظر بها لا تحتمل تأجيلا ومماطلة، خصوصا وأنها تمس حياة المواطنين وتهدد الأمن الغذائي لعدد كبير من القرى والبلدات، لا سيما وأنها ما عادت مقتصرة على الأعلى للنهر بل امتدت إلى الحوض الأدنى ولوثت عين الزرقا النبع الأهم جنوبا، ومن هنا على القضاء الإسراع بالتحرك درءا لأخطار كارثية، بيئية وصحية يتفاقم حجمها يوما بعد يوم، فكل يوم يمر بلا محاسبة يقربنا من كارثة، لا بل ويمتد إلى تعديات جديدة آخرها رمي الصباغ الأحمر في البردوني، وتلوث مياه الشفة التي تسقي قرى الجنوب بمادة الفينول.
في انتظار القضاء واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الليطاني من المعتدين عليه، فإن ما هو قائم اليوم لا يبشر بفرج قريب إذ أنه يتوجب علينا الدفع باتجاه تفعيل المحاسبة أكثر، فلا يجوز اعتبار ما يهدد الناس أمرا عاديا بل أمرا يتطلب إجراءات سريعة، انسجاما مع ما طرحته "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" مع تفاقم المشكلات الناجمة عن التلوث، لجهة مقاربتها بتدابير سريعة رادعة.
مخلفات المعاصر
في هذا السياق، لا تزال مادة "الفينول" ومصدرها زيبار الزيتون تصل الى الحوض الأدنى لنهر الليطاني، وتلوث مياه الشفة لمشروع الطيبة الذي يغذي بلدات الجنوب اللبناني وتديره مؤسسة مياه لبنان الجنوبي.
توضيحا لهذه المشكلة المستجدة والخطيرة، أوضحت "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" أن مياه عين الزرقا محولة في الوقت الحاضر الى "بركة انان" التي تغذي معامل توليد الطاقة الكهرومائية، إلا انه توجد على بعد حوالي كيلومتر واحد من عين الزرقا بعض الينابيع الصغيرة التي يتواصل مجراها مع عين الزرقا تحت بلدة يحمر، حيث تتلقى مخلفات المعاصر، بالإضافة الى انه يوجد معاصر للزيتون في بلدات كفركلا والقليعة وفي دير ميماس قبل محطة الطيبة، وتقوم برمي زيبار الزيتون في المجاري الشتوية فتصل الى نهر الليطاني ومنه الى محطة الطيبة.
ملاحقة لملوثين
وكانت "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" قد تقدمت بالتنسيق مع بلدية ديرميماس بإخبار الى النيابة العامة البيئية في النبطية بتاريخ 10-10-2018 سجل تحت رقم 2018/4712، وكانت بلدية ديرميماس قد سطرت محضر ضبط بحق احدى المعاصر المخالفة.
وفي هذا السياق جددت المصلحة التأكيد على ضرورة ملاحقة القضاء للملوثين والمعاصر التي لوثت مياه الشفة في كل من القليعة وديرميماس وكفركلا، علما انه سبق ايضا لبلدية القليعة ان تقدمت بشكوى بوجه بلدية كفرتبنيت لاستحداثها مكبا على ضفاف الليطاني.