انعقاد المؤتمر الوطني للحد من مخاطر الزئبق والتلوث الكيميائي في بيروت
"إليسار نيوز": Elissar News
نظمت جمعية INNODEV برعاية وزارة البيئة، يوم الخميس الواقع في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 في Padova Hotel في سن الفيل، مؤتمراً وطنياً لاطلاق الحملة الوطنية "للحد من مخاطر الزئبق و التلوث الكيميائي" واطلاق مركز الصحة البيئية للبنان والدول العربية.
ووفقا للمنظمين فإن "هذا المركز سيكون مؤسسة علمية بحثية تهتم بكافة الشؤون المتعلقة بالبيئة الطبيعية والصحة والتنمية المستدامة على المستوى العربي، كما سيعنى بتقديم الخدمات الاستشارية والبحثية في المجالات البيئية المختلفة بما في ذلك التدريب والتوثيق لتعزيز دور إدارة موارد البيئة في التنمية المستدامة. كذلك سيوفر الدعم التقني والخدمات البيئية والخبرة في مجالات البيئة والصحة وذلك من خلال تنظيم دورات تدريبية وحلقات دراسية والمؤتمرات وذلك لإعداد كوادر واعية لأهمية البيئة. كما وسيعمل المركز على تشجيع التعاون بين المنظمات البيئية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي".
ولفت المنظمون إلى أن "المؤتمر استكمال لما بدأ المنظمون العمل به منذ العام 2015، من أجل تطبيق إتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق التي تتضمن لوائح لمنتجات تحتوي على الزئبق، وسوف يتم التخلص النهائي من إنتاجها واستعمالها والتداول بها في التجارة الدولية، كما تتضمن أيضا دعوة للتخفيف التدريجي من استعمال الملغم الزئبقي في طب الأسنان".
واعتبروا أن "تطبيق الإتفاقية بكل موادها وبنودها سوف يؤمن تحقيق أهدافها بحماية البيئة وصحة الإنسان من مخاطر هذا المعدن السام، والتخلص منه. فالزئبق هو المعدن الذي يدخل في كثير من المنتجات، ويعتبر ملوثا كونيا نظرا لثباته وانتقاله عبر الأوساط البيئية وسميته العالية في كل أشكال وجوده".
وتابعوا: "على الرغم من مصادقة لبنان على اتفاقية ميناماتا في 13 تشرين الاول 2017، لا يزال الزئبق يستعمل في أجهزة القياس في قطاع العناية الصحية وطب الأسنان في حشوة الملغم Amalgam، وفي العديد من المنتجات المستوردة مثل البطاريات ومصابيح التوفير وبعض الأجهزة والمنتجات الكهربائية، وكذلك في بعض منتجات التجميل ولا سيما مراهم تبييض البشرة وغيره من المنتجات واسعة الإستعمال".
وأشاروا إلى أن "الزئبق عنصر موجود في الطبيعة، ولكن اتساع استعماله في الأنشطة البشرية جعل منه ملوثا كونيا عالي الخطورة على البيئة والصحة البشرية. قد يؤدي التعرض للزئبق حتى بكميات قليلة إلى المعاناة من مشاكل صحية جسيمة، ويشكل تهديداً لنمو الطفل داخل الرحم وفي أولى مراحل حياته، وقد يخلف الزئبق آثاراً سامة على الجهازين العصبي والهضمي وجهاز المناعة، وعلى الرئتين والكليتين والجلد والعينين، وتعتبر منظمة الصحة العالمية الزئبق واحداً من المواد الكيميائية أو زمر المواد الكيميائية الرئيسية التي تثير قلقاً كبيراً في مجال الصحة العمومية. يتعرض الناس في المقام الأول لمثيل الزئبق، وهو من المركبات العضوية، عندما يتناولون الأسماك وحيوانات البحار الحاوية على هذا المركب".
ولفت المنظمون إلى أن "ما يعنينا كلبنان من اتفاقية ميناماتا تطبيق ما تتضمن الإتفاقية في ملحقها "أ" في النقطة 1 وهي لائحة بالمنتجات المطلوب التخلص النهائي من إنتاجها وتبادلها في التجارة الدولية واستعمالها، والتوقف الكامل عن تصنيعها واستيرادها، وفي مقدمتها أجهزة القياس المستعملة بشكل واسع في قطاع الرعاية الصحية والمستشفيات مثل موازين الحرارة وأجهزة قياس الضغط، بالإضافة إلى منتجات أخرى. ولذلك لا بد من تعزيز التعاون بين كل الجهات المعنية للنجاح في تحقيق ذلك في لبنان بحلول العام 2020".
وأشاروا إلى أن "ما تتضمن أيضاً في النقطة 2 ضرورة التخلص التدريجي من استعمال الزئبق في ملغم طب الأسنان. ولذلك نعمل على التوقف النهائي عن استعماله عند الاطفال ما دون الخامسة عشر سنة والامهات الحوامل والمرضعات، لما يشكله من مخاطر على صحتهم، تمهيدا للتخلص النهائي من استعماله في السنوات القادمة".
ودعا المؤتمر إلى "تكثيف العمل وتنسيق الجهود بين كل الجهات المعنية في لبنان من وزارات وإدارات ونقابات ومنظمات مجتمع مدني لوضع خطة وطنية للإدارة السليمة بيئياً لنفايات الزئبق والنفايات الملوثة بالزئبق، بحيث يتم تفادي تلويث الهواء والمياه والتربة بهذا الملوث الخطير والثابت وعالي السمية. وهناك حاجة وطنية لتعزيز العمل المشترك لمختلف منظمات المجتمع المدني مع مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية، وفي مقدمتها وزارة البيئة، جهة الإتصال الوطني لاتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق، وكذلك وزارة الصحة ووزارات الصناعة والإقتصاد والتجارة والمالية (الجمارك)، ونقابة أطباء الأسنان ونقابة أصحاب المستشفيات ونقابة الصيادلة ونقابة الممرضين والممرضات. لأن هناك بدائل موثوقة ومتاحة وفعالة تستعمل في طب الأسنان بشكل واسع في العديد من بلدان العالم وفي لبنان".
وأكدوا على "ضرورة تطبيق كل الأطراف المعنية اتفاقية ميناماتا وتحقيق أهدافها بحماية البيئة صحة الإنسان من مخاطر هذا المعدن السام ومركباته، إلى التعاون لتحقيق الأهداف الوطنية التالية:
اولاً- العمل على تشجيع نقابة أطباء الأسنان وأطباء الأسنان عموما في كل لبنان على الإمتناع طوعا عن استعمال الملغم الزئبقي في حشوة الأسنان عند الأطفال ما دون الخامسة عشرة والأمهات الحوامل والمرضعات، وتشجيع الإنخراط الطوعي في هذه الحملة الوطنية، وهذا ما بدأه عدد كبير منهم بالفعل. ولذلك نوصي بأن يدخل المؤتمر الثاني للإتفاقية، والذي سيعقد في جنيف في 17 شهر تشرين الثاني القادم، تعديلا يمنع استعمال الملغم الزئبقي عند الأطفال تحت العمر 15 عاما، وعند الأمهات الحوامل والمرضعات. فإنه الوقت المناسب لكي تضع الحكومة اللبنانية تشريعا (قرارا أو مرسوما) يمنع استعمال الملغم الزئبقي عند الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات كخطوة أولى ضرورية في مسار المنع الكامل وفي كل تطبيقات طب الأسنان ولجميع الناس.
ثانياً- العمل على نشر الوعي عند كل فئات المجتمع بشأن ضرورة الإمتناع عن استعمال الأجهزة والمنتجات المحتوية على الزئبق، ولا سيما موازين الحرارة المحتوية على الزئبق، وعن استعمال الملغم الزئبقي عند الأطفال ما دون الخامسة عشرة من عمرهم وعند الأمهات الحوامل والمرضعات، تمهيدا للإمتناع الكامل عن استعماله عند كل الناس.
ثالثاً- وضع خطة وطنية للتحرك وصولا لإصدار التشريعات المناسبة والكفيلة بتحقيق ذلك، لأنه الوقت المناسب لكي تضع الحكومة اللبنانية خطة وطنية تنفيذية لتطبيق إلتزامات اتفاقية ميناماتا بشأن لائحة المنتجات الواجب التوقف عن استيرادها واستعمالها بحلول العام 2020".
وختم المنظمون بإصدار البيان الختامي التالي: "نحن أعضاء في (التحالف العالمي لطب أسنان خال من الزئبق)، ونشغل فيه مسؤوليات على المستويين الوطني والإقليمي، في الدول العربية في شمال إفريقيا وغرب آسيا، للعمل من أجل تطبيق اتفاقية ميناماتا بشأن حماية البيئة وصحة الإنسان من مخاطر الزئبق، والعمل من أجل التخلص النهائي من استعمال الزئبق في طب الأسنان. معا من أجل حماية البيئة وصحة الإنسان من مخاطر الزئبق ومركباته السامة".