التنكيل بـ "ابن آوى" في حومين الفوقا جنوبا!
سوزان أبو سعيد ضو
يستمر البعض باستهداف الحيوانات البرية والشاردة بالقتل والتنكيل، خصوصا تلك الكائنات التي تشاركنا مجالنا الحيوي، وفي هذا السياق ما حصل بعد ظهر اليوم في بلدة حومين الفوقا اقليم التفاح، حيث تم قتل حيوان مفترس وفقا لمزاعم أنه هاجم بعض الأطفال!
بيان
وفي بيان صادر عن "خلية الازمات في حومين الفوقا" جاء فيه: "نظراً للاوضاع الراهنة، نطلب من أهلنا الكرام اخذ الحيطة والحذر بسبب وجود حيوانات مفترسة ( ذئاب ) في البلدة وقد شوهد العديد منهم في منطقة العين والخلال ، لذلك نتمنى ما يلي :
- ابقاء الابواب الحديدية مغلقة للمنازل و المحال منعاً للتهجم داخل المنزل .
- ابعاد المهملات ولا سيما بقايا الاطعمة عن المنازل.
- عدم ترك الاطفال وحدهم خارج المنزل دون مراقبة.
- رماية او استهداف هذه المخلوقات في حال مشاهدتها (ان امكن).
- الابلاغ الفوري عن اماكن تواجدها ليتسنى للاخوة المعنيين متابعة الموضوع .
- عدم الهلع و المحافظة على الهدوء ".
وتم ارفاق رقم للتواصل مع الجهات المعنية
مجموعة من الحيوانات
وأكد مصدر من البلدة لـ "إليسار نيوز": أن هناك العديد من هذه الحيوانات، وأنها تهاجم المارة، وقد تمت مشاهدتها حوالي الواحدة والنصف ظهرا تتجول في القرية، لذا توجه عدد من الشبان لملاحقتها وخصوصا وأن أحدها عض أحد الأشخاص من قبل، ثم قام بعض طفلة، لذا بادر الشبان لإطلاق النار"، وعند سؤاله عن وضع الطفلة قال أن "أهلها توجهوا بها نحو المستشفى لتلقي العلاج اللازم".
وعند السؤال إن تم التحفظ على الجثة لتقديمها للفحص المخبري لدى الجهات المختصة في وزارة الزراعة للتأكد من خلوها من الأمراض، أجاب "أنه تم رمي الجثة قرب النهر، كما أنه لم يتم إبلاغ الجهات المختصة".
أبي سعيد
ومن جهتنا، تواصلنا مع الباحث في الجامعة اللبنانية- كلية العلوم ورئيس مركز التعرف على الحياة البرية Animal Encounter والمختص بالثدييات البروفسور منير أبي سعيد، وشاركناه بالصور التي زودنا بها المصدر للتعرف على هذا النوع من الحيوانات فقال لـ "إليسار نيوز" أن "هذا الحيوان هو ابن آوى Jackal، واسمه العلمي Canis aureus وهو النوع الوحيد من هذه الحيوانات الموجودة في لبنان، وهو حيوان خجول للغاية ويتحاشى الإقتراب من البشر ويخافهم، ولكنه يقترب من أماكن رمي النفايات لأنه قمّام أي يتغذى على الجيف وقرب مزارع الدجاج للتغذي على الحيوانات النافقة، لذا فهو ينظف البيئة بهذه العملية، فهو مثل الضبع عامل نفايات دون أجر، كما يتغذى على القوارض كالفئران والجرذان، كما يتغذى على الحشرات مثل الدبابير، وعلى الفواكه والحبوب، لذا يمكن الحد من اقترابه من المنازل بالاحتفاظ بالنفايات في حاويات مقفلة"، ومن جهة ثانية أشار أبي سعيد إلى أنه من يخاف من الناس، وقد يكون اقترابه نتيجة تراكم النفايات، وازدياد التوسع العمراني ما جعل البيوت تقترب من موائله وأماكن تواجده".
وبدورنا، نقدم هذا المقال والصور المرفقة كبلاغ للجهات المختصة في وزارة الزراعة ووزارة الصحة العامة، بهدف متابعة الموضوع، والتأكد من ملابساته، والتأكد من عدم وجود تعد على هذه الكائنات الهامة في المنظومة البيئية، خصوصا وأن هذه الحيوانات لا تقترب إلا لتوفر الغذاء أو لإصابتها بأمراض سارية كالسعار، ومن جهة ثانية، بهدف التوعية لعدم استهداف هذه الحيوانات المهمة للتوازن البيئي، كونها تساهم بتنظيف البيئة وتعمل على التخلص من الجيف، وبالتالي تسمح بحماية البشر من الأمراض والآفات، إذ تساهم بالتخلص من القوارض والحشرات السامة.