الدكتور حسين ياسين لـ "إليسار نيوز"... الجمال الحقيقي بالتناسق وإظهار نقاط القوة! (2/2)
"إليسار نيوز" Elissar News
يقول الفيلسوف الصيني كونفوشيوس "كل شيء لديه نوع من الجمال، ولكن قد لا يراه الجميع"، لكن قد لا نعرف أن ما نعتبره جميلا ومنذ قديم الأزمان يعتمد على علم الرياضيات، وقد تم تقدير الجمال بمقياس يعرف بـ "النسبة الذهبية" وقيمتها بـ 1.61803398875، وهو مقدار التناسق بين جزأي أي شيء في الكون، سواء كان وجها، أو لوحة أو مبنى من صنع البشر، وفي العديد من الأمثلة في الطبيعة، مثلا في أنماط طبيعية كترتيب الأوراق في غصن، وفي هذا المجال، فإن مقدار التناسق بين جانبي الوجه، هو هدف يحاول الأخصائيون الوصول إليه، من خلال تحسين هذا التناسق فضلا عن العمل على طبيعة ونوعية الجلد والتركيز على مناطق الجمال وإبرازها، بالإضافة إلى خلوه من الآثار الناتجة عن أمراض جلدية أو العمر، ومع تطور التقنيات الحديثة، أصبح هذا المسعى بمتناول اليد، وبطرق عدة.
وفي ما يلي نقدم الجزء الثاني من مقابلة قال الأخصائي في علم الجلد، وخريج الجامعة اللبنانية وجامعات فرنسا، والحائز على البورد الأوروبي وعدة اختصاصات في هذا المجال الدكتور حسين ياسين.
علاجات مؤقتة
وعن مخاطر المواد المختلفة مثل البوتوكس والـ Fillers، قال ياسين: "في هذه الفترة تطورت العديد من العلاجات، فلم نعد نستعمل مواد دائمة permanent، فمعظم المواد ينتهي أثرها خلال ستة أشهر، والسبب أن الجسم يتغير وتكاوين الوجه تتغير، كما أن الـ Permanent Fillers أي النوعيات الدائمة منها والتي كانت تستعمل سابقا، لديها آثار خطرة على المدى البعيد، وقد تؤدي إلى تكوين عقد nodules، أو إلى التهابات جلدية، قد ينتج عنها تشوهات، كما قد تنتقل المادة من مكانها الأصلي بسبب ارتخاء العضلات والأربطة، وفي هذا السياق أعطي مثلا آخر لمريضة راجعتني، عولجت في مركز تجميلي غير مرخص، وقد بدأ الـ filler (وهو من النوع الدائم) يتحرك في وجهها من منطقة الخدين إلى تحت العين، وقد أعطيت حقنة بغرض (تذويب العقد) ولكن تعرضت لالتهاب، وأصبح لديها خراجا abscess، ما أدى إلى حدوث Scar (ندبة)، وتطلب علاجات صعبة وطويلة وترك أثرا، لذا نشدد على ضرورة مراجعة مختص بالأمراض الجلدية وليس أخصائيين التجميل ومراكز غير مرخصة للتعامل مع هذه الحالات، ومعظمهم ليس لديهم خبرة ومهارة في التعامل وعلاج مثل هذه الحالات".
وأشار إلى أن "هناك أنواعا مختلفة من الـ fillers، منها ما يوضع في الشفتين فتبقى لفترة تصل إلى ستة أشهر، بينما التي تستخدم في الخدين فقد يستمر أثرها لفترة أكبر خصوصا التي تعمل على إظهار حجم اكبر للمنطقة المعالجة، مثلا لرفع الخدود يمكن أن تبقى فترة سنتين، أما بالنسبة لمستحضرات Botulinum Toxin أي التي تسوق بماركات تجارية مثل Botox أو Dysport ، أو Fillers مثل Hyaluronic Acid شخصيا لا أستعمل أي مستحضر منها إلا إن كانت CE & FDA approved أي متوافق عليها من الإتحاد الأوروبي وإدارة الغذاء والدواء الأميركية، أي أن هناك دراسات عليها، وأنها لن تتسبب بأعراض جانبية، فقد تتسبب الأنواع غير المدروسة بالمضاعفات".
وتابع: "كما أن هناك نقاطا معينة لاستخدام البوتوكس أي لترخية العضلات، مثل الجبين، حول العين، ورفع الحاجب، ما يعطي تألقا للوجه ويرفع العين، وتظهر وتحدد مواضع الجمال، وبالعادة يستمر مفعول هذه المادة بين 4 وستة أشهر، وعادة في المرة الأولى يستمر مفعول الحقنة أربعة أشهر، ولكن من يستمر باستعمال العلاج ولا يتأخر فيمكن أن يستمر بين 6 و7 أشهر، وقد نستعمل علاجات متنوعة تبعا لحاجات ومتطلبات كل حالة، وبذلك نحافظ على النتيجة المطلوبة لأكثر فترة من الوقت دون ظهور تجاعيد عميقة".
وعن حقوق المريض بمعرفة العلاجات المستخدمة، يؤكد ياسين على ضرورة أن يشاهد "المريض المادة التي تعطى له ويتأكد من صلاحيتها ونوع المادة ومكان تصنيعها".
وعن الممارسات الخاطئة أشار ياسين إلى استخدام البوتوكس لـ (قلب الشفة)Lip Flip، وأنه شخصيا لا يستخدمه "تحت مستوى العينين، كونه نوع من المواد التي ترخي العضلات، وقد تصل إلى البلعوم وتؤدي إلى تقلصات وقد تتسبب بحالات من الإختناق"، وقال أنه "يستخدم Fillers في أماكن معينة تحت العين، وفي منطقة الشفتين ودون آثار جانبية".
الأقل أفضل
وأكد ياسين على أن "الهدف من التجميل هو أن نعطي التأثير الطبيعي الكامل، وهناك أنواع من الفيلرز Fillers أو ما اصطلح على تسميته skin Boosters، وهي مركبات ذات وزن جزيئي قليل 12 mg/ml، وتزيد من مرونة الجلد Elasticity وتألقه، كما تعمل على شد الجلد Firmness، وتقفل المسامات المتسعة، وهي تحقن تحت الجلد تماما وليس بالعمق، وبكميات قليلة، وقد نضطر لنعمل (رتوش)، برأيي كل ما هو أقل أفضل، وبذلك نقلل من نسب الخطأ، وننتظر عادة 14 يوما حتى تمتص المادة الماء في حالة (الفيلرز)، ونعود لوضع المزيد، حتى لا نعود لنصلح وهي عملية طويلة تحتاج للتذويب، وأحيانا نستخدم المواد لتصليح أخطاء نتيجة ندوب أو غيرها، ومن الجلسة الأولى يظهر الفرق لدى من يراجعنا سواء من يعانون من مشكلة معينة أو يرغبون بأن يحسنوا بعض الأمور ليشعروا بالمزيد من الرضى عن أنفسهم".
وأكد ياسين أن "لا خطر من هذه المواد إن قام باستعمال شخص مختص، وتابع حالة المريض أو الزبون Customer عن كثب، مثلا عند استعمال الفيلرز ونستخدم نوعية من الحقن المجهزة والمدروسة للإستعمالات الجلدية، وموافق عليها من الإتحاد الأوروبي وإدارة الغذاء والدواء الأميركية كما نقوم بسحب الإبرة فإذا وجدنا دما، فهذا يعني أننا داخل وعاء دموي ونخاطر بما يسمى (اختراق الفيلرز) filler invasion وهذا قد يؤدي إلى انسداد Embolism وإلى موت الجلد Skin Necrosis وصولا إلى العمى، لذا نتأكد من كافة هذه النقاط وهي نتيجة خبرة مكتسبة على مدى سنوات، كما وهناك مناطق يزداد فيها الخطر مثلا تحت العيون أو حول الأنف وغيرها".
أما عن نسبة استخدام هذه المواد بين الجنسين فلفت ياسين إلى أن "نسبة الذكور لدي شخصيا تتجاوز نسبة الإناث بالعناية للبشرة في كثير من الأحيان"
تطور العلاجات
وعن إمكانية الإستغناء عن عمليات التجميل والشد وغيرها باستعمال هذه المواد، أجاب ياسين "بالتأكيد لا، فلكل حالة علاجها، وتحتاج إلى عمليات من قبل جراح تجميل، مثلا عملية شد الجلدة حول العيون، Blepharoplasty، وقد نستطيع عمل شد للجلد Facelift باستعمال أنواع من Fillers وإلى حد ما، ومع التقدم بالعمر نخسر بعض العظم، وترتخي الأربطة Ligaments، ونعمل على إعادة الرونق والمرونة للأنسجة المختلفة، ولكن تتطلب بعض الحالات مبضع الجراح"، وتابع: "الكريمات جزء من العلاج ولكن لا يتجاوز 30 بالمئة أما بقية العلاجات فهي Fillers، وأشعة الليزر، والموجات فوق الصوتية Ultrasound، و Radiofrequency (تساعد برفع الترهل في الوجه وبحالة الندوب، ونوعية الجلد وغيرها)، والغذاء الصحي، وهناك "برنامج علاجي مخصص لكل مريض"Customized Protocol for each patient، وقد يمكننا تحسين الشكل من 10 وحتى 100 بالمئة وفقا لمتطلبات الشخص وما يرغب به وما يليق له ورأي الطبيب، كما يمكننا ممارسة جراحات بسيطة لجهة استئصال خزعات وثآليل، وعلاج الندوب".
وعن الحالة النفسية أشار ياسين إلى أنها "تلعب دورا كبيرا، وعادة ننصح بمجموعة من الخطوات تناسب الوجه ووفقا لمتطلبات أي شخص ونصيحة الطبيب المعالج"، وتابع: "برأيي لدينا تقنيات متقدمة، فلماذا لا نستغلها، فليس الهدف تغيير الملامح بل تحسين نقاط الجمال وإبرازها، وهذا نوع من الترتيب والأناقة، فلا داعي أن نغير طبيعيتنا جذريا، ولكن أن نبقي طبيعة الوجه، ونعيد التوازن إليه ونحسن مناطق الجمال ونبرزها، وبهذا تتأثر نفسية الشخص إيجابيا، وتزداد الثقة بالنفس".
وشدد ياسين على "مراجعة الطبيب المختص وليس خبراء ومراكز التجميل الذين ليس لديهم المهارة والخبرة والتقنيات" وتخوف من أن "تؤدي بعض هذه الممارسات الخاطئة إلى ارتخاء بالعضل، وإلى تشوهات أو تقلص بالعضل وصولا إلى موت الجلد وأعراض خطيرة أخرى، وقد يمكننا تصحيح بعض الأخطاء ولكن بصعوبة، وقد تترك آثارا على الجلد"، وختم:"وفقا للنقابة فالإختصاصات الطبية وهي الأنف والأذن والحنجرة ORL وجراحو التجميل Plastic Surgeons وأطباء الجلد Dermatologists هم المخولون فقط باستخدام البوتوكس والفيلرز، وبدأت النقابة مراقبة هذا الأمر، خصوصا وأنه ليس هناك رقابة على هذه المراكز غير المرخصة ولكن على المريض ألا يعرض نفسه للخطر".