كيف تجذب الطيور إلى منزلك... وتجعل عالمك أجمل؟

مشاركة


البيئة تنوّع بيولوجي

 

سوزان أبو سعيد ضو

يصادف هذا العام 2018 "عام الطائر" ، وكجزء من نشاطات عامنا هذا ، نشرت Birdlife International مقالا هاما موجها لمحبي الطبيعة في كافة أنحاء العالم وخصوصا الشغوفين بالطيور منهم، بحيث يتم توجيههم  إلى كيفية مساعدة الطيور والحفاظ عليها، وذلك باتخاذ إجراءات بسيطة لكنها مؤثرة تستفيد منها هذه الحيوانات التي تزين عالمنا، ويمكنها أن تجعل عملك أجمل بوجودها قرب منزلك، كما يمكن تشجيع الأصدقاء والعائلة والأطفال على العمل بها لجعل العالم مكانا أفضل للطيور.

 

أولا: إملأ حديقتك الخاصة أو شرفتك بالنباتات المحلية

عن طريق زراعة الزهور والشجيرات التي تكون أصلية Native في بلدك، فأنت تقدم الطعام للطيور المحلية، كما انك تتجنب أي مشاكل مع الأنواع الغازية. والتنوع هو المفتاح. لن تتغذى الطيور فقط على النباتات نفسها، ولكن كلما زادت أنواع النباتات التي تزرعها، تزداد أعداد وأنواع الحشرات التي ستجذبها، وبالتالي ستزداد أعداد الطيور التي سترى هذا البوفيه المتنوع اللذيذ، وتتوجه لتتغذى على فرائسها الطبيعية من الحشرات، وتستغني عن المبيدات السامة التي تسمم  السلسلة الغذائية، لذلك بدلا من ذلك ، دع الطيور تعمل كمكافحة طبيعية للآفات، واستمتع بها وهي ترتاد حديقتك وبأنواعها المختلفة.

 

ثانيا: ما يجب فعله عند ايجادك فرخ طائر على الأرض

من الصعب ألا تساعد طائرا صغيرا وعاجزا خارج عشّه، لكن قد تضر به أكثر مما تنفعه. فإذا كان الطائر يستطيع التنقل والقفز، فمن المرجح أن يكون قد انطلق من عشه، وأن الوالدين على مقربة منه، يطعمانه ويراقبانه إلى أن يتعلم الطيران، فراقبه من بعيد، وتأكد من سلامته، أما إذا كان صغيرا جدا، فحاول أن تعيده إلى العش، إذا كان بإمكانك العثور عليه (ويمكنك فعل ذلك دون الإضرار بالعش)، ولن يترك الوالدان الصغير إذا علقت عليه رائحة البشر، فهذه مجرد خرافة، ولكن إذا فشل كل هذا، فإن المكان الوحيد الذي يجب أن يتم نقله إليه هو مركز خبير لإعادة تأهيل الحياة البرية - ولا تحاول تربيته بنفسك، وفي هذا المجال يرجى الإتصال بنا على صفحتنا على موقع "فيسبوك" للمساعدة في هذا الأمر، أو أي حالة طارئة خاصة بالطيور، فقد ينفق هذا الصغير أو يفقد فرصه بالعودة إلى الطبيعة، كما نجده في آلاف الطيور من الحسون والبلابل في بلادنا، فهي لا تستطيع العيش سوى في الأقفاص بعد خطفها من أعشاشها.

 

ثالثا: إمنع قطتك الأليفة من اصطياد الطيور

هذا الحل مثير للجدل، فالناس تحب اقتناء القطط، لكن الحقيقة هي أنها مفترسة بالفطرة، وقدر أن القطط تقتل ما يصل إلى 3.7 مليار طائر سنويا في الولايات المتحدة وحدها، كما يعتقد العلماء أنها مسؤولة عن انقراض حوالي 63 نوعا من الحياة البرية، بل أنها تعتبر إحدى الأنواع الغازية المئة الأسوأ في العالم، وقد حاولت قرية في نيوزيلاندا إقرار قانون للحد من أعداد القطط وحتى الأليفة منها، لحماية الحياة البرية التي تعاني من وجود أعداد كبيرة منها في هذه القرية، وخصوصا الطيور، ولكنها جوبهت بمعارضة كبيرة من الناشطين.

أما الحلول فتتمحور حول وضع جرس على طوق القطة الخاصة بك ما ينبه الطيور إلى وجودها، أو ترك منطقة من حديقة لقطتك لتتجول فيها catio، بحيث لا يمكنها أن تخرج منه وهذه الإجراءات يمكن أن تنقذ أرواح الطيور وأن تحافظ على سلامة القطة.

 

رابعا: بيت للطيور

المباني الحديثة أكثر دفئا وجفافا، ولكن هناك شيء تفتقده، وهو الثقوب التي تعشش فيها الطيور، وتشكل صناديق التعشيش Nest boxes الحل الأمثل، وتأتي بأشكال وأحجام عدة اعتمادا على الأنواع التي تريد جذبها، كما يمكن أن تبنيها بنفسك، ولكن تذكر ألا تدهن داخل الصناديق، إذ قد تكون زلقة بالنسبة للطيور اليافعة خصوصا عندما يحين وقت خروجها من العش، كما قد تكون سامة أيضا. وإذا كنت ترغب يمكنك دهن الخارج إنما بألوان فاتحة، لتعكس حرارة الشمس، فلن يرغب أي طائر بالعيش في فرن!

 

خامسا: لا تطعم الطيور الخبز!

كلنا نذكر التقليد القديم بإطعام البط الخبز، ولكن يؤسفنا أن ندمر هذا التقليد فالمواد المخبوزة ليست جيدة للطيور، فالخبز يتعفن بسرعة، ما يمكن أن يجعل الطيور مريضة. كما أنه يعد من "الأطعمة السريعة" أي مثل الهامبرغر وغيره بالنسبة للبشر، فهو يملأ بطونها دون إعطائها المغذيات التي تحتاجها، وإذا ألقيت في الماء، فإنها يمكن أن تغذي الطحالب التي تتكاثر في مسطحات المياه وقد تقضي على الحياة البرية الأخرى، لحسن الحظ، فإن هناك أنواع كثيرة متوفرة من البذور والشوفان المجفف والفواكه المقطعة والمكسرات وجميعها تقدم بدائل ممتازة ومغذية، كما يمكنك أن تؤمن لها محطات (مأكلة) للطعام، ولا تحتاج إلى حديقة أو حتى شرفة لهذا - يمكنك الحصول على مغذيات الطيور التي تعلق على النوافذ. ومن المؤكد أنها ستجعل حياة الطيور أفضل - لكنها ستجعل حياتك أكثر إثارة أيضا. وستشاهد الطيور تلعب وتتشاجر وتتغازل، ولا تحتاج لشراء مأكلة، إذ يمكنك حتى أن تصنع جهاز تغذية الطيور من زجاجة بلاستيكية فارغة (ولكن تذكر تنظيفها بانتظام).

 

سادسا: أمّن المياه!

تجذب البرك والنوافير الصغيرة مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات البرية، وهي إضافة جميلة لحديقتك، وبدورها تجذب ثروة من أنواع الطيور الرائعة لتستمتع برؤيتها من نافذتك، لكن حتى حوض بسيط تستحم فيه الطيور يمكن أن يوفر فرصا لا تحصى للصور لمصور الطيور المتحمس، تحتاج فقط إلى أن يكون على عمق بضعة سنتيمترات لكي تشرب الطيور وتستحم لكن تأكد من تنظيفه ولو مرة واحدة في الأسبوع باستخدام فرشاة قاسية.

 

سابعا:إجعل نوافذ منزلك آمنة للطيور!

ليس هناك ما هو أكثر حزنا من سماع طائر يخبط بنافذة منزلك، وقد تجد بصمة شكله عليها، وقد يبقى الطائر على قيد الحياة - ولكن في كثير من الأحيان ، لن يحدث ذلك، فالنوافذ قد تكون غير مرئية للطيور أو قد تعكس منظرا جذابا للأشجار، وخلال خلاف الطيور مع بعضها البعض قد ترتطم بها، ولكن بغض النظر عن السبب ، يمكن تفادي الكارثة بوضع ملصقات أو زخارف (أو مغذيات للطيور) على النوافذ.

 

ثامنا: تخلص من النفايات ولا سيما البلاستيكية منها

       تتشابك أرجل الطيور في الحبال والأكياس البلاستيكية والفضلات الأخرى، التي يمكن أن تقتلها أو تجعلها عرضة للإفتراس، وحتى أن بعضها يبني أعشاشه منها خصوصا طائر "الباتروس" Albatross، والذي يمكن أن يكون مميتا للصغار، كما أنها تخطئ وتتناول قطعا صغيرة من البلاستيك على أنها غذاء، وتطعمها لصغارها، وأحيانا تكون لهذا الأمر عواقب وخيمة.

       وفي هذا المجال، كشفت رحلة إلى جزيرة جورجيا الجنوبية في المحيط الأطلسي والتي تقع على بعد 800 ميل من أقرب أرض، إلا أن البلاستيك وجد هناك، وفي كافة أنحاء المحيط الهادئ، ويتم تربية الطيور في أعشاش مصنوعة من البلاستيك، وكشفت رحلة استكشافية قامت بها BirdLife مؤخرا إلى منطقة Mid-Atlantic Ridge النائية طيور تمتلئ حوصلاتها بالبلاستيك، وتصل النفايات البلاستيكية إلى المسطحات المائية عبر مصارف المياه، أو من مواقع الطمر ويتمثل الحل الوحيد باستخدام كميات أقل منها.

 

تاسعا: اصطحب أطفالك لحملات مشاهدة الطيور

       قد تشكل لحظة واحدة في الطبيعة شغفا يستمر مدى الحياة. اسأل أي محبي طيور تقريبا كيف بدأ، وسوف يكونوا قادرين على تحديد مناسبة واحدة خاصة ومعظمها في عمر الطفولة، فتحت أعينهم على عالم الطيور. وفي عالم اليوم ، يتزايد انفصال الأطفال عن الطبيعة، بالإضافة إلى الصحة والسعادة التي توفرها. كن الشخص لتغيير هذا الاتجاه، وذلك بإلهام الشباب والصغار في حياتك ليصبحوا دعاة الحفاظ على البيئة في الغد، وهم من سيحمل حب الطيور إلى الأجيال القادمة.

 

 

 

 







مقالات ذات صلة