سمكة بــ "قلادة" البلاستيك تستقطب اهتمام لبنان ودول المتوسط!
Suzanne Daou
سوزان أبو سعيد ضو
لا شك أن مشكلة البلاستيك باتت تهدد الكوكب، وليس من المستغرب أن تصبح الشغل الشاغل لدول العالم، وأن تتصدر اهتمام وكالات إعلامية دولية، ومنها صحيفة الغارديان The Guardian البريطانية أسبوعا كاملا تناولت فيه تداعيات هذه المشكلة، في مقالات وصور حصرية، فضلا عن ما نقلته BBC عن موقع "ناشونال جيوغرافيك" لشهر حزيران/يونيو لحيوانات تتغذى على البلاستيك وعالقة به، وحتى نباتات تنمو بين تلال النفايات البلاستيكية، إضافة إلى ما تعانيه الكائنات البحرية والبرية من آثار هذا النوع من التلوث الخطير.
أما في لبنان، فأزمة النفايات أخذت تتفاقم بحدة، ولم تجد حتى الآن حلولا ناجعة ومستدامة، أما بالنسبة لنفايات البلاستيك فقد وثقت بالصور الناشطة فابيان فستكجيان Fabienne Festekjian وهي مصورة محترفة تعمل لدى وكالة معروفة، لسمكة اصطادها زوجها يوسف عسال بواسطة شبكة، وتظهر قطعة من البلاستيك وقد طوقت عنق السمكة من نوع "جرو" ربما وهي صغيرة، واندغمت في جسدها وقد تركت جراحا، وعبرت الصور عن مدى تأثير البلاستيك بشكل واضح على الكائنات البحرية، ما يؤكد أن البلاستيك وصل إلى موائدنا عبر السلسلة الغذائية، وهذا ما كشفه ناشطون عرضوا لأسماك وجدوا في أحشائها مخلفات بلاستيكية بأحجام مختلفة.
وشاركت فابيان صورها على صفحة "البحر اللبناني" Sea Lebanon على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، وقالت: "السمكة التي لم تعتد العيش مع حلقة العبوة البلاستيكية حول عنقها، فعلقت أخيرا في الشبكة"، وقد استقطبت هذه الصورة الإهتمام العالمي خصوصا من دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
وقالت فابيان لـ "إليسار نيوز": "لم أعتقد أن هذه السمكة ستلقى هذا الإهتمام، وعندما اصطادها زوجي في العشرين من أيلول/سبتمبر الماضي، وشاهدتها، أخذت لقطات لها، وندمت إذ لم أوثقها بالكاميرا، بل باستعمال هاتفي الخليوي، كونها لاقت اهتماما على مستوى لبنان والمتوسط، بعد أن نشرتها بالصدفة على صفحة البحر اللبناني"، وأضافت: "السمكة عانت في حياتها، إذ أن الحلقة البلاستيكية حفرت في عنقها، وتركت آثارا"، وأشارت إلى أن "هذه إحدى أضرار البلاستيك الإضافية التي تعاني منها الأحياء البحرية، وسعيدة إذ يمكنني التوعية حول هذا الموضوع".
البلاستيك
وفقا لموقع "تلغراف" Telegraph صنع حتى الآن ما يقدر بـ 8،3 مليار طن من البلاستيك، و6،3 مليار طن منها موجودة كنفايات، وقد تم تدوير 9 بالمئة فقط عالميا، و12 بالمئة تم استعمالها في المعالجة الحرارية للنفايات، ويقدر أن 79 بالمئة منها ينتهي في المكبات والطبيعة، ومن المقدر أنه بحلول العام 2050 سيصبح وزن البلاستيك في المسطحات المائية أكبر من وزن الأسماك فيها، وعلى سبيل المثال، فإن حفاضات الأطفال التي لا نفكر كثيرا ونحن نلقيها في النفايات، تستغرق 450 عاما لتتحلل أي خمس مرات عمر الطفل الذي استعملها.
وفي حملة لتنظيف الشواطئ البريطانية العام الماضي وجدت بالمعدل 718 قطعة بلاستيكية لكل مئة متر من هذه الشواطئ، وقد وصل استهلاك عبوات المياه البلاستيكية إلى 20 ألف في الثانية عالميا!