افرام لـ "إليسار نيوز": ظواهر مناخية متطرفة هذا الأسبوع ونهاية الشهر الجاري
سوزان أبو سعيد ضو
مع ما نشهد من تغيرات مناخية بدأنا نتلمس نتائجها على نحو كبير في لبنان، باتت ظواهر الطقس المتطرف أشد وطأة وينجم عنها أضرار كبيرة في الممتلكات والمرافق العامة، فضلا عن القطاع الزراعي، خصوصا مع ما شهدناه العام الماضي وما بدأنا نشهده هذا العام، ما يستدعي حدا أدنى من الإجراءات الضرورية للتخفيف من هذه التبعات، والتنبه لما هو أسوأ.
أمطار قمعية
ومع الطقس المتطرف الذي فاجأ مناطق عدة من لبنان، وسط سيول غامرة وأضرار كبيرة، كان لا بد من الوقوف على رأي رئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعيةLARI الدكتور ميشال افرام، الذي أكد لـ "إليسار نيوز" أن ما نشهده غير منفصل عن تغير المناخ.
وقال: "توقعنا أمطارا رعدية غزيرة في مناطق معينة، وهي أمطار نطلق عليها اسم (أمطار قمعية) لأنها مثل القمع تتجمع مياهها في منطقة واحدة وتؤدي إلى سيول، وهي أمطار بكميات كبيرة وبفترات قصيرة، مثلا البارحة سقطت كمية 40 ميلليمترا خلال ساعة ونصف الساعة، وترافقت مع برق ورعد وأمطار غزيرة للغاية وتساقط البَرَد، والسبب وجود رياح دافئة محملة بالغبار آتية من ناحية الجنوب التقت برياح شمالية غربية باردة فتحصل هذه الظاهرة، ومن المتوقع أن تتكرر هذه الظاهرة اليوم الجمعة ونهاية الأسبوع القادم بالإضافة إلى الأسبوع الأخير من هذا الشهر".
أهمية الأشجار
ووفقا للدكتور افرام "تحصل هذه السيول على الجبال العالية نحو سهل البقاع، ولا يرافقها ثلوج وإلا كانت هذه السيول أقل، وهذا السبب لكونها غزيرة، فضلا عن أن السبب الثاني، هو أن الأرض جافة وبالتالي لا تستطيع امتصاص المياه نتيجة غزارة الأمطار، ويؤدي ذلك إلى سيل ويجرف معه التربة، خصوصا المناطق الخالية من الأشجار، أو بسبب المقالع والكسارات ما يفاقم المشكلة، وفي حال وجود الأشجار لا تكون التربة معرضة للأمطار الغزيرة، وبالتالي تمنع حدوث السيول".
وأشار إلى أنه "في بعض المناطق تراكمت الأتربة والأوساخ والنفايات في المجاري المائية، كما أنها غير موسعة بالإضافة إلى التعديات عليها، ما يؤدي إلى وقوع خسائر".
ولفت افرام إلى "هذه الأمطار ولغزارتها لا تمتصها الأرض ولا تساهم بتغذية المياه الجوفية لأنها سريعة وتتسبب بالخسائر، كما أن البرد أدى لخسائر في الأشجار المثمرة والخضروات الورقية والمناطق التي يتواجد فيها التفاح والعنب الذي ما زال موجودا على الدوالي".