واقع معيب عند مدخل إحدى المدارس والمرتجى غاب عن المواطن وأهل السلطة والتربية

مشاركة


لبنان اليوم

فاديا جمعة 

لا شيىء في هذا العالم يجعل المواطن غير مبال أمام تدهور البيئة وأزمة النفايات التي يغرق فيها لبنان يوما بعد يوم، ومع ما تتطلّبه المرحلة من ترسيخ لتربية بيئية واعدة ومفاهيم عامة عن النظافة التي بات واضحا أن معظم شعبنا يفتقدها، علما أن هذا الأمر مرتبط بالثّقافة الّتي تصيغ التّعايش الإنسانيّ، والممارسات اليومية لها كامل التأثير على سلوك أولادنا، فالالتزام بواجب الحفاظ على بيئتنا مرتبط بالتّربية المدرسية والبيتية على السواء، مع التأكيد أن التوعية مع التحفيز على سلوك المنحى السليم يتحول فيما بعد إلى نمط حياة".

يمكن لطريقة التربية أن تشجع سلوكيّات مختلفة، ذات تأثير مباشر ومهمّ في مسألة حماية البيئة والعناية بها من خلال تربية مدرسيّة واعية تبدأ مع مرحلتي الطفولة والمراهقة وتمهد لمستقبل أجيال واعدة تثمر بذورها خيرات على مدى الحياة.

هذه المقدمة ما هي إلا تمهيدا لصورة اسوقفتنا عرضها المواطن اللبناني ادي العرب على صفحته في فيسبوك لأكوام من النفايات عند مدخل مدرسة رسمية في العاصمة بيروت، بالتزامن مع بداية العام الدراسي وحتما هذه النفايات  خرجت من بيوت أصحابها  وقد علق العرب  قائلا: "لأن الأطفال والطلاب يجب أن يعيشوا الأجواء العامة في البلاد على مختلف الأصعدة لكي لا تصيبهم صدمة ما إذا كان هناك نطفة من النظافة والإحترام".
الأمر الذي يجعلنا نتساءل أين البلدية ؟؟؟ واين التقيد بالشروط الأدبية لصيانة البيئة التربوية؟؟؟ وهل المطلوب أن يعتاد أولادنا أن تصبح النفايات جزءا من المشهد العام لمدرستهم وحارتهم ومدينتهم ؟؟؟
أليس من المخجل أننا الى اليوم في ظل تفاقم الأمراض وإرتفاع أعداد الإصابات بالسرطانات، وأمراض القلب، والجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية المصحوبة جميعها بفواتير طبابة مرتفعة يعجز عنها المواطن، لم نقوم كلبنانيين مجتمعين بمراجعة جدية لهذا الوضع؟؟؟ وإلا لما كانت ستستمر السرقات والمحاصصات، ولا فانتخبت الزمرة نفسها التي صوتت أمس على قتل ناخبيهم من خلال قانون النفايات الناقص.
لو قدر لهذا المشهد أن يكون أمام مدرسة في إحدى الدول المتحضرة لرأينا سلسلة استقالات تصدرتها إستقالة البلدية المعنية مرفقة بالاعتذارات، أما في لبنان لا تخجل البلديات من التعبير عن عجزها، ولا الدولة عن لعب دور المتفرج الأكبر على دمار الوطن والبيئة والإنسان .
وفي لبنان أيضا، ليس ثمة أي مؤشر يبعث على التفاؤل... سيتقاذف المعنيون التهم فيما بينهم ، وسيستنتج أولادنا أن لا وجود لخطط التربية و البيئة على أرض الواقع وأنها مجرد حبر على ورق إلى أن نشهد توبة بيئية حقيقية من كل هذا الإجرام، تليها صحوة تمهد لنهضة التربية والبيئة في لبنان.







مقالات ذات صلة