دراسة حديثة: جزيئات التلوث تعبر المشيمة وقد تؤثر على الأجنة!

مشاركة


صحة وجمال

رصد وترجمة: Elissar News

       وجدت دراسة حديثة قدمت في المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية للتنفسيةEuropean Respiratory Society’s (ERS) international congress الأسبوع الماضي في باريس، أن هناك أدلة دامغة وتكتشف للمرة الأولى على أن الهواء الملوث السام، الذي أثبت تأثيره على الأجنة، ينتقل عبر جسم المرأة الحامل إلى المشيمة.

تجنب المناطق المزدحمة

       وفي مقال نشر في صحيفة "الغارديان " The Guardian حول هذا البحث، أشار إلى أنه قد وجد العلماء سابقا ارتباطا كبيرا ووثيقا بين الهواء الملوث والضرر في الأجنة، لكن طريقة حدوث الضرر غير معروفة.

وقد كشفت الدراسة الجديدة التي شاركت فيها أمهات يعشن في لندن بالمملكة المتحدة، عن وجود جسيمات داكنة مكونة من السخام (Soot) في مشيمة كل طفل من أطفالهن، ويقول باحثون إنه من المحتمل أن تكون الجسيمات قد دخلت الأجنة أيضا.   

ونصحت الدكتورة ليزا مياشيتا Lisa Miyashita من جامعة الملكة ماري في لندن Queen Mary, University of London التي شاركت في الدراسة النساء الحوامل وحتى غير الحوامل بتجنب المناطق المزدحمة والملوثة وقالت "إنها مشكلة مقلقة - هناك ارتباط هائل بين تلوث الهواء الذي تتنفسه الأم وتأثيره على الجنين".

دراسات سابقة

       أظهرت سلسلة من الدراسات السابقة أن تلوث الهواء يزيد بشكل كبير من خطر الولادة المبكرة وانخفاض وزن المواليد، ما يؤدي إلى ضرر دائم على الصحة، كما أكدت دراسة كبيرة أجريت على أكثر من 500،000 ولادة في لندن ، نُشرت في ديسمبر / كانون الأول هذه الصلة، وقادت الأطباء إلى القول بأن الآثار المترتبة على ملايين النساء في المدن الملوثة حول العالم هي "شيء يقترب من كارثة صحية عامة".

       ويجد العلماء بشكل متزايد أن تلوث الهواء ينتج عنه مشاكل صحية أبعد من الرئتين، في  آب/ أغسطس، كشفت الأبحاث أن تلوث الهواء يسبب انخفاضاً "هائلاً في الذكاء، بينما في العام 2016 تم اكتشاف جسيمات نانوية سامة من مادة "الماغناتايت" ويعتقد بارتباطها بالأمراض الدماغية المزمنة مثل "الألزهايمر" وناتجة عن تلوث الهواء في أدمغة البشر.     

الدراسة

       وقد أجريت الدراسة على خمس نساء غير مدخنات أنجبن أطفالاً بصحة جيدة، ومن خلال فحص 3500 خلية، عثر العلماء على 72 حبيبة داكنة في 60 منها، وباستخدام مجهر إلكتروني electron microscope شديد الدقة، وجد العلماء أن بعضاً من تلك الحبيبات تشبه تلك التي تظهر كأجزاء سخامية في الخلايا البلعمية macrophages  المتواجدة في الرئتين والتي تلتقط هذه الجزيئات إنما ليس جميعها. في هذه الأثناء، أكّدت مياشيتا أن "أبحاثا إضافية ضرورية لهذه الدراسة"، لكنها شدّدت على أنّ تلك الحبيبات المتغلغلة في الخلايا لا يمكن أن تكون سوى "أجزاء سخامية داكنة" ناتجة عن التلوّث الهوائي.

كذلك، أوضح الدكتور نوريس ليو Norrice M Liu، وهو أحد أعضاء فريق البحث أيضا، أنه "ليس من الضروري أن تدخل تلك الأجزاء إلى جسد الجنين حتى يكون لها تأثير سلبي، فمجرّد وجودها في غشاء الرحم الداخلي الذي يحيط بالجنين له أثر مباشر عليه كما أننا نعلم أن الجسيمات السامة لا تحتاج إلى الدخول إلى جسم الجنين ليكون لها تأثير ضار، لأنه إذا كان لها تأثير على المشيمة، فسيكون لذلك تأثير مباشر على الجنين".

آراء خبراء

وقالت رئيسة مؤتمر ERS والطبيبة في مستشفى الأمراض الصدرية في أثينا في اليونان البروفيسورة مينا غاغا Mina Gaga: "هذا البحث يشير إلى آلية محتملة عن كيفية تأثر الأطفال بالتلوث أثناء الحماية النظرية في الرحم" ، وأضافت:"يجب أن يرفع هذا الوعي بين الأطباء والجمهور فيما يتعلق بالآثار الضارة لتلوث الهواء لدى النساء الحوامل" ، مشيرة إلى أن "الضرر الذي يلحق بالأجنة يمكن أن يحدث حتى أقل من حدود التلوث الحالية للاتحاد الأوروبي" وتابعت:"نحن بحاجة إلى سياسات أكثر صرامة للهواء النظيف للحد من تأثير التلوث على الصحة في جميع كافة العالم لأننا نشهد بالفعل مجموعة جديدة من الشباب يعانون من مشاكل صحية".

وحذّر المدير التنفيذي لليونيسف UNICEF أنتوني ليك Anthony Lake مؤخرا من خطر تلوث الهواء على الأطفال: "لا تضر الملوثات الرضع في مجال صحة الرئة فحسب، بل يمكن أن تتلف أدمغتهم النامية بشكل دائم - وبالتالي مستقبلهم".

ووجد بحث منفصل، تم تقديمه أيضا في مؤتمر ERS، أن الأطفال الذين يعانون من الربو في سن مبكرة والربو المستمر، أقل نجاحا في التعليم من أولئك الذين لا يعانون من هذا المرض، ولطالما ارتبط الربو عند الأطفال بتلوث الهواء.

وقال تقرير نشرته اليونيسف في كانون الثاني/ديسمبر 2017 إن ما يقرب من 17 مليون طفل دون سن واحد يعيشون في مناطق يكون التلوث فيها ستة أضعاف على الأقل من الحدود الدولية.

ماذا عن لبنان؟

وهنا نتسأل، ما مقدار هذا التأثير في المناطق الموبوءة بالتلوث في بلادنا مثل مناطق ردم ومكبات النفايات ومعامل الإسمنت الكورة وسبلين، والمناطق التي يتم فيها رمي وحرق النفايات العشوائية، والأماكن الصناعية القريبة من المنازل والمناطق السكنية؟

المصادر: The Guardian، UNICEF ووكالات.







مقالات ذات صلة